بنكيران : هناك متطرفون أمازيغ يرفعون أعلاماً انفصالية وهم أقلية وخصومي السياسيون هم من أحرقوا صوري بالحسيمة
زنقة 20 | الرباط
قال رئيس الحكومة المعين “عبد الإله بنكيران” تعليقاً له على التظاهرات الإحتجاجية التي عرفتها مدينة الحسيمة و باقي المدن المغربية غضباً على مقتل بائع السمك محسن فكري إن ذلك يعتبرتضامناً شعبياً ” مع قصة هذا الشاب والمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن هذه الحادثة الأليمة”.
وأضاف بنكيران في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية أن “هذا هو المزاج العام حين تكون هناك حادثة مؤلمة مثل التي وقعت، و المزاج العام لا يميز في اللحظات الأولى بين ما إذا كان المسؤول عن القضية هو شخص بعينه أو إدارة محددة أو شيء من هذا القبيل ، ويوجه اللوم للمسؤولين عموما في كل موقع”.
وأقر بنكيران بوجود اختلالات في الإدارة المغربية ،مشددا على أن المهمة الأساسية والأولى للحكومة المقبلة، طبقا لتوجيهات الملك محمد السادس، ستكون معالجة تلك الاختلالات مضيفاً أن “الاختلالات التي تعرفها الإدارة المغربية شيء معروف للجميع وجلالة الملك محمد السادس تحدث عنها في خطابه أمام البرلمان ،ربما يمكننا القول إنها كانت التوصية الأساسية والأولى من قبل جلالته للحكومة المقبلة لتكون تلك المهمة على رأس أولوياتها”.
واعتبر رئيس الحكومة أن “الاحتجاجات جاءت في النطاق الطبيعي وليست شيئا مستغربا، وهناك تفهم لأسبابها، والحمد لله أن هذه الاحتجاجات كلها مرت حتى الآن في إطار مسؤول ومحافظ على الأمن والاستقرار” معرباً ، عن رفضه للأصوات التي اتهمته بالصمت حيال القضية وعدم التحرك سريعا لكشف ملابساتها فضلا عن تنديد البعض لدعوته لنشطاء وأعضاء حزبه بعدم المشاركة بالمظاهرات التي خرجت احتجاجا على مقتل بائع السمك “فكري”، وعدم خروج تصريحات صريحة من جانبه تتعهد بمعاقبة أي متورط بتلك الحادثة.
وقال بنكيران “لا لا لست صامتا عن القضية .. فالملك أصدر أوامره ونحن ننفذ .. ومن بداية القضية صدرت بحقها توجيهات ملكية، وحينما يعطي جلالة الملك توجيهات مباشرة في إحدى القضايا، تعتبر الحكومة أن جلالة الملك قد قام بالواجب وأنه لا يوجد سبيل بعد ذلك لكي تدخل هي بشكل وبصفة مستقلة، لأن الملك قد أعطى بالفعل توجيهاته” مضيفاً بالقول “لمن أعطى جلالة الملك توجيهاته؟ .. هو أعطى توجيهاته لكل من وزير الداخلية ووزير العدل وهما عضوان بالحكومة، إذن الأمور محسومة .. الأوامر الملكية صدرت لوزير الداخلية، والأخير تعهد بأن النتائج سوف تعلن وكل من يستحق العقاب سيعاقب طبقا للقانون .. وهذا الأمر على هذا النحو ليس محلا للنقاش”.
وأوضح بنكيران أن “الملك في المغرب هو رئيس الدولة وهو رئيس الإدارة ورئيس الحكومة .. وأنا مجرد عضو في مجلسه الوزاري.. ربما يصعب على البعض خارج المغرب تفهم ذلك، ولكن الملك هنا ببلادنا، بالإضافة لوضعه القانوني ومكانته الدينية، له مكانة كبيرة راسخة في عقول وقلوب الجميع وليس فقط في القوانين والدساتير، وحين يقوم بشيء أو يقول شيئا في قضية ما فهذا يعني أن هذه القضية قد حُسمت والذي يكون علينا بالحكومة هو التنفيذ فقط”.
الأمين العام لحزب العدالة و التنمية رفض انتقادات البعض له لعدم تجاوبه الشخصي مع أهل الراحل ،قائلاً “أرسلت ثلاثة وزراء سابقين للتعزية في وفاة هذا الشاب الذي هو من أسرة تنتمي لحزبنا “العدالة والتنمية وصحيح أني لم أتحرك شخصيا لظروف خاصة بي، ولكني أرسلت الوزراء فضلا عن رئيس المجلس الجماعي لتطوان .. ذهبوا جميعا كي يعزوا في وفاة هذا الشاب.. وأرفض أن يوجه أحد اللوم لي ويقول لماذا لم أذهب بنفسي، فأنا قمت بالواجب لأنه واجب، وليس لإعلان موقف أمام الرأي العام، فهذا أمر غير مقبول!”.
بنكيران أشار إلى أنه تأسف “من محاولة البعض إضفاء صيغة التمييز الجهوي على القضية برفع بعض الأعلام والشعارات للمطالبة بانفصال بعض مدن الشمال ومنها الحسيمة، موطن القتيل، لكونها مهمشة”، مشددا ومطمئنا الجميع في نفس الوقت على أن” تلك الأصوات ما هي إلا أصوات أقلية” مضيفاً بالقول “هذا مع الأسف الشديد لا يتوقف، وكلما كان هناك حادث كرر البعض شعارات لها مثل هذا النفس الانفصالي، ولكن هذا ليس توجها عاما .. فقط بعض الأشخاص الذين ينتمون لحركات متطرفة يريدون أن يجعلوا الأمازيغية قضية تفرقة .. وهناك إجماع في المغرب على أن قضية الأمازيغية لا تتعلق فقط بالأمازيغ أو أهل الريف، بل هي قضية وموضوع وطني يتفق حوله جميع المغاربة.. والدستور المغربي نص على أن الأمازيغية لغة رسمية بالبلاد”.
واستنكر رئيس الحكومة ما أسماه “محاولة البعض استغلال الحادث لتصفية معارك سياسية، مرجحا وقوف خصومه السياسيين وراء رفع البعض لشعارات معادية له وتطالب برحيله أو إحراق صوره خلال المظاهرات”.