سخرية عارمة من ‘بنكيران’ مْرٓبعْ يديه وحادر عينيه في أخر لقاء يجمعه بالملك قبل حزم حقائبه

الواقع هو ان المغرب قوي بملكيته و تاريخه. و لايمكن لاي شخص او هيئة او جماعة او حزب ان يقع عليه الاجماع سوسيولوجيا تاريخيا و سياسيا. و لذلك لا يمكن المزايدة على المغاربة باستغلال صوت الكتائب و المريدين امام ازمة العزوف السياسي و استغلال الجهل و الامية. هذا واقع و لايمكن رفعه بجرة قلم. صحيح انها تجربة تاريخية و مشروع الديمقراطية لازال جنينيا يحتاج الى الاحساس الدقيق بالمسؤولية الشديدة امام وضع حساس. و بالتالي فان عملية ابتزاز حزب اسلاموي ذو مرجعية اخوانية للمغرب والدولة الحديثة، لن ترهن مستقبل المغرب السياسي و الثقافي. فثقتنا بالملك اكبر من كل شيء و هو يحمي الجميع، لا اقلية او حزب بعينه. اما الحزب الذي لاتتجاوز اصوات مريديه مليون و نصف اذا اضفنا اليه الاطياف الاسلاموية التي انكشف حضورها التضامني و الاخواني في “مسيرة رابعة” بالدارالبيضاء. و بالتالي هي تجربة نسبية كللت بفشل ذريع على جميع المستويات حتى انها اصبحت تثير مخاوف الاستثمار الخارجي مثل برنامج القناة الالمانية عندما تعنون احد برامجها” الاسلام السياسي في ضوء انتخابات 7 اكتوبر. معناه ان مراكر البحت الامنية و الاكاديمية تستشعر ان هناك ما يهدد مستقبل تفكيرها في المغرب. و بالتالي ليس المغرب هو الجزائر بل منح للاسلاميين فرصة التذبير و عندما فشلوا ارادوا التطاول على مؤسسات سيادية لتعليق هزيمتها او تبريره في التعليم، التشغيل، الصحة و السكن. ما العيب في الاعتراف بالفشل و التراجع او الاستقالة مثل ما فعل ليونيل جوسبان الذي احترم ارادة الشعب و قال نحن ننسحب و نعود لمراجعة برامجنا و سياستنا لان الشعب لم يصوت علينا و نحن نحترم ارادته ونقدس مشروع الديمقراطية المدنية. بيد عندنا هناك من يهدد بالعنف و العصيان المدني او ” الشهادة:” بالمعني التيمي نسبة لابن تيمية. كفى من العبث اننا امة لها تاريخ عريق و حاضر يعرف تحديات فلماذا لانتعاون بالحوار العاقل و الهاديء و الاخلاص للقضايا العادلة و التوقف عن المجازفة بالامن و الاستقرار.