زنقة 20 . الرباط
عادت قضية الإنحناء للملك محمد السادس في مراسيم حفل الولاء التي جرت أمس الأحد بمدينة تطوان لتثير الجدل حول الطقوس التي يظهر أن المؤسسة الملكية تتمسك بها رغم مجموعة من الإنتقادات التي وجهت لها ومنها رئيس الحكومة الحالي “عبد الإله بنكيران” الذي طالب بإلغائها قبل توليه رئاسة الحكومة ليعود و يبجلها بعد ترأسه للحكومة.
الشيخ السلفي “محمد الفيزازي” اعتبر أن مسألة “الركوع” كما هو مشاهد في أعياد العرش أو لدى تعيين وزراء أو سفراء جدد وما شابه هي “في الواقع انحناء مهما كان مبالغا فيه وليس ركوعا بالمعنى الشرعي للركوع”.
وأضاف “الفيزازي” في مقال مطول نشره على صفحته الفايسبوكية أن هذه الطقوس قديمة قدم المملكة نفسها مشيراً إلى أن منها ما هو مقبول شرعا ومنها ما هو عليه مؤاخذات.
وأشار ذات المتحدث إلى أن ما هو مقرر عند أهل الإسلام قاطبة منذ بعثة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى الآن وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهو أن الركوع والسجود لغير الله كفر بواح وشرك صراح “وهذا بإجماع الأولين والآخرين، وأنه لا يجوز صرف شيء من الركوع أو السجود لغير الله تعالى، ولا ركعة واحدة، ولا سجدة واحدة” يقول الفيزازي.
وأوضح المعتقل السابق عقب أحداث ماي الإرهابية قبل أن يعتنق الحرية بعفو ملكي أنه “بعد البعثة المحمدية وليس قبلها حيث كان سجود التحية، وليس العبادة، من شريعة من قبلنا كما هو الحال بالنسبة لأمر الله تعالى لإبليس بالسجود لآدم، وسجود إخوة نبي الله يوسف ليوسف عليه السلام ومن أراد الأدلة على صحة هذا الحكم، فهي كثيرة جدا يكفينا منها قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ} – الحج:77 – وفي الآية عطف للعام على الخاص، لأن الركوع والسجود من أهم العبادات التي لا تصرف إلا لله تعالى”.
وأضاف الفيزازي أن ” السجود لغير الله ليس موضع نزاع و هذا ومعلوم أنه لا يجوز هذا الركوع وهذا السجود حتى لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو من هو بأبي هو وأمي… بله غيره من مخلوقات الله تعالى كائنا من كان هذا المخلوق فكيف يمكن أن يخطر على بال أحد أن الركوع أو السجود يمكن أن يجوز لغير الله عز ثناؤه؟ وهنا نأتي إلى الطقوس المغربية بخصوص حفل الولاء وما شابه”.
وتسائل الفيزازي قائلاً “فهل ما يجري في هذا الحفل من انحناء للملك فرادى وجماعات يدخل في مسمى الركوع لغير الله أم لا؟” ليجيب “هذا السؤال.. أنا أجزم أن الانحناء المبالغ فيه أمام الملك، وأقول الانحناء، وليس الركوع، لأن للركوع صفة معلومة في الإسلام، وصورة مقررة كيف يكون الظهر، وأين يكون اليدان من الركبتين… وإلخ و أجزم أن ما يُفعل في حفل الولاء وغيره انحناء شديد وليس ركوعا بالمعنى الشرعي، وأنه لا أحد يشترط في ذلك أن يكون على طهارة مثلا… ولا أتصور أن الشخص المنحني بشدة حبا أو تملقا، رغبة أو رهبة، أمام الملك يمارس شيئا اسمه “الركوع” أو العبادة، ولا أظن أن الملك نفسه يقبل أن يركع له الناس… فهو نفسه – أي الملك – يركع ويسجد لله تعالى فكيف يقبل أن يركع له الناس”.
واعتبر أن هذه طقوس متوارثة منذ زمن ويراد منها الحفاظ على الهالة والمهابة للسلطان والحفاظ على بعض المعاني التي تميز الملكية في المغرب عن غيرها من نظم الحكم وأنماطه في العالم “حيث كل ملكية لها من الطقوس ما هو أكثر تعقيدا ربما، كما هو الحال في ابريطانيا مثلا، وهي من العالم المتقدم” يضيف الفيزازي.