زنقة 20 | علي التومي
بعد الأخذ والرد الذي شهده تنظيم المؤتمر الوطني القادم لحزب الاستقلال، برز إلى العلن اسم “النعم ميارة” أحد اهم القيادات التي تشتغل في الظل والصمت خدمة لمصالح الحزب المستقبلية، نائيا بنفسه عن كل الصراعات الخاصة.
رئيس مجلس المستشارين ابن الصحراء، وحسب مصدر مقرب منه، ظل طيلة ما مضى حريصا على لم شمل حزب علال الفاسي بما يخدم الوطن، دون كلل أو ملل، ولو أنه أتيحت له فرصا كبيرة لتصدر المشهد السياسي الحزبي وإقبار زعيمه الحالي نزار بركة، لكن حنكته وتمرسه وخدمته للصالح العام، جعلت منه مرجعا يقتدى به في الحرص على تحقيق الإجماع بأي ثمن.
ولم يبخل قائد أكبر تيار نقابي بالمملكة واكثرها نشاطا على الصعيد الوطني، جهدا في وضع حزب الإستقلال على السكة الصحيحة قبل مؤتمره القادم الحاسم، واضعا نصب عينيه مصلحة البلاد أولا وفوق كل إعتبار، ليضرب في عمق كل من سولت له نفسه المساس بمتانة وقوة حزب الإستقلال.
النعم ميارة رجل الإستقلال المتمرس، الذي أحتشد لنصرته رجال ونساء الإتحاد العام للشغالين للمرة الثانية على التوالي، لطالما شكل كابوسا مفزعا لتيار نزار بركة، هذا الأخير الذي يرى فيه الند الصلب والغير قابل للكسر، لما يتمتع به من شروط القيادة لسفينة بحجم حزب علال الفاسي بالبحر والبر.
وفي أوج الصراع بين التيارين الشرسين؛ إعتلى إسم النعم ميارة المشهد الحزبي ككل وعلى عين غرة واجه تيار نزار بركة بالحجة والبرهان والميدان، قائلا له في إحدى معارك النزال: أنه لا يوجد في أدبيات حزب الاستقلال شيء اسمه “مؤسسة الأمين العام”، مشددا على أن الأخير لا يعدو أن يكون جزءا من اللجنة التنفيذية للحزب.
مجهودات قادها النعم ميارة رفقة زعيم تيار الصحراء وعضو اللجنة التنفيذية للحزب حمدي والرشيد، تمخضت بعد نقاشا مطول عسير إلى رص الصفوف والإحتكام للغة التوافق كخيار يحمي الجميع في الحزب الذي يستمد قوته من اصوات ساكنة وديان الصحراء المغربية الثلاث،وادي الساقية الحمراء;وادي الذهب;واد نون.
وفي الفترة التي اتسمت بخلافات وصراعات تنظيمية حادة هددت تماسك الحزب ووحدته، ومنعته من عقد المؤتمر في وقته القانوني، كان للرجل النقابي الرزين،دور الموجه والمرشد والنصوح، إذ اخذ بزمام الأمور وبسط يده للم الشمل وفتح منزله بالعاصمة الرباط امام اعمدة حزبه لعقد لقاءات سرية واخرى علنية، كان لها الفضل في حماية الحزب من التفكك والإنهيار.
وبفضل تبصر وحكمة النعم ميارة وإحتكامه لمبدأ لاغالب ولامغلوب داخل الحزب الواحد, يتجه حزب الاستقلال اليوم مرفوع الرأس نحو عقد مؤتمره الوطني 18 في أجل أقصاه نهاية أبريل المقبل، بعد تأخر استمر أزيد من سنتين.
ويرى السواد الأعظم من انصار حزب الميزان الرضى للرجل النزيه والرزين النعم ميارة باعتباره رجل الظل في كل التوافقات إذ كان بإمكانه أن يحطم آمال نزار بركة في زعامة الحزب، كمنافس واحد لايقبل القسمة على إثنين، غير انه أبى إحتراما لمبادئ واخلاق الزعيم الروحي علال الفاسي مؤسس أحد اعتى الأحزاب الوطنية في تاريخ نشاة الأحزاب المغربية.
وبناء على ما سبق ذكره تؤكد مصادرنا انه قد تم إعلان الصلح بين الإخوة الأعداء وتجاوز المرحلة واجتمعت اللجنة التنفيذية للحزب الأربعاء الماضي، وتمخض الإجتماع عن الحسم في موعد نهائي لللمؤتمر الوطني 18 للحزب في جو من التوافق الإيجابي والخروج بمرحلة جديدة تقطع مع الماضي، وتساير التحديات التي تواجهها المملكة على الصعيدين الداخلي والخارجي.