هذه هي الانعكاسات الايجابية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي على المغرب

زنقة 20 . الرباط

بعدما صوت الناخبون البريطانيون بنسبة 51.9% لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي انضموا إليه عام 1973، قرار أصبخ القرار السياسي الغير المسبوق يحمل انعكاسات سلبية وإيجابية حسب زاوية المعالجة.

ومن المناطق التي قد تستفيد في حالة نجاح أنصار «بركسيت» أي انسحاب بريطانيا منطقة المغرب العربي التي تشهد علاقات ضعيفة مع هذا البلد الأوروبي وقد تتطور مستقبلاً.

وشهد الاستفتاء الذي نظمته بريطانيا الخميس، نسبة مشاركة كبيرة بلغت 72,2%، وأظهرت نتائجه دولة منقسمة حيث صوتت لندن وإسكتلندا وإيرلندا الشمالية لصالح البقاء، فيما صوتت شمال إنكلترا أو ويلز للخروج.

وأفادت نتائج نهائية أعلن عنها الجمعة تصويت الناخبين البريطانيين بنسبة 51.9 بالمئة لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء الذي شهدته بلادهم الخميس وشهد نسبة مشاركة كبيرة بلغت 72,2%.

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون -الذي قاد حملة البقاء لكنه خسر مقامرته عندما دعا للاستفتاء قبل ثلاثة أعوام- عزمه الاستقالة مشيرا إلى أن عملية الخروج من الاتحاد سيقودها رئيس وزراء آخر.

فيما أكد الاتحاد الأوروبي تصميمه على الحفاظ على وحدة أعضائه الـ27، واعتبرت ألمانيا أن هذا القرار يشكل “يوما حزينا” لأوروبا.

وكانت علاقة بريطانيا بالاتحاد الأوروبي غير متينة منذ انضمام هذا البلد إلى ما كان يسمى السوق الأوروبية قبل التحول إلى الاتحاد الأوروبي.

ومن عناوين هذه العلاقة الهشة عدم انضمام بريطانيا إلى المشاريع الكبرى للاتحاد الأوروبي مثل فضاء شينغن الخاص بحرية التنقل والعملة الموحدة اليورو.

فقد فضلت حكومات لندن سواء مع حزب العمال أو المحافظين الاحتفاظ بمسافة من هذه المشاريع الكبرى التي ترمي إلى تحقيق وحدة تجعل من الدول الأوروبية أقرب إلى النظام الفدرالي.

وتصل هذه العلاقة الهشة إلى استفتاء البقاء أو الانسحاب الذي ستشهده بريطانيا غداً الخميس، حيث تفيد استطلاعات الرأي بتعادل نسبي، مما يجعل كل فرضية واردة للغاية في التصويت.

وتنشر الصحافة ومراكز التفكير الاستراتيجي مقالات وتقارير حول الانعكاسات التي قد يحملها انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بين نتائج سلبية وأخرى إيجابية.

وفي هذا الصدد، تمتد الانعكاسات إلى منطقة المغرب العربي القريبة جغرافيا من بريطانيا والتي تعتبر من الشركاء الرئيسيين للاتحاد الأوروبي.

ويعتبر خروج بريطانيا في صالح منطقة المغرب العربي وخاصة المغرب والجزائر وإن كانت التأثيرات تختلف بين الدولتين وفق أجندة كل دولة على حدة.

وتعتبر علاقات بريطانيا في منطقة المغرب العربي ضعيفة للغاية، فقد احترمت لندن هذه المنطقة على أساس أنها منطقة نفوذ فرنسي تاريخياً.

وخلال العقود الأخيرة، لم تنجح في تطوير العلاقات مع المغرب والجزائر بحكم أن عضويتها في الاتحاد الأوروبي جعلها تخضع للقوانين الأوروبية المتحكمة خاصة في العلاقات التجارية والاقتصادية لحظة توقيع الاتفاقيات الثنائية.

وعليه، فالانسحاب البريطاني من الاتحاد الأوروبي قد يصب في صالح تطوير العلاقات مع منطقة المغرب العربي، لاسيما وأن حكومة ديفيد كاميرون أبانت عن اهتمام بالمنطقة مؤخراً ومنها زيارته إلى الجزائر منذ ثلاث سنوات، وكذلك الرفع من اللقاءات بين المستثمرين البريطانيين والمغاربيين.

وبشكل انفرادي، يعتبر المغرب المستفيد سياسياً في حالة نجاح «بركسيت»، فخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيخفف عليه الضغط في أهم ملف في أجندته الدبلوماسية منذ عقود، وهو ملف الصحراء، خاصة في ظل ضعف دبلوماسية الرباط في الوقت الراهن.

وأثرت بريطانيا خلال السنوات الأخيرة على مختلف الاتفاقيات الموقعة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، حيث تحفظت دائماً على ضم الصحراء للاتفاقيات.

ومن ضمن الأمثلة، تزعمت لندن معارضة تجديد اتفاقية الصيد البحري مع المغرب، وجرى تجديدها بشرط بريطاني بدعم من دول شمال أوروبا ويتجلى في تمييز مياه الصحراء عن باقي المغرب خاصة في مراقبة التعويضات المالية.

في الوقت ذاته، تعتبر بريطانيا من الدول التي تتحفظ على اتفاقية التبادل الزراعي والمنتوجات البحرية بين المغرب والاتحاد الأوروبي وأبدت ترحيباً بقرار المحكمة الأوروبية إلغاءها، وذلك من خلال قبولها بالاتفاقية ولكن شريطة تمييز الصحراء عن باقي المغرب.

وبالتالي، فمغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي تعني غياب الدولة التي كانت تتبنى مواقف صارمة للغاية تجاه هذا الملف بما لا يصب في مصلحة المغرب.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد