زنقة 20 . الرباط
تزامناً مع بدء محكمة لندن مدوالاتها في شأن مطالبة هيئة الاستثمار الليبية بتعويضات من (غولدمان ساكس)، فإن صحيفة (التايمز) اللندنية كشفت في تقرير لها عن تورط المصرف بصفقات لا أخلاقية. وتقول في تقرير لها تحت عنوان “القذافي، والعاهرات، والاخطبوط مصاص الدماء” إن شركة غولدمان ساكس كانت توصف بأنها أخطبوط ضخم يلتف حول وجه البشرية.
وتضيف الصحيفة أنه إنه إذا كان المصرف الذي يتخذ من وول ستريت مقرًا له يعتقد أنه أصلح سمعته بعد أن اطلق عليه اسم “الاخطبوط مصاص الدماء” عام 2010، فإن قضية تنظر أمام المحكمة العليا مرغت اسمه في الوحل مجددًا.
ويقول كاتب التقرير هاري ويلسون إن البنك المصرفي الشهير متهم بجلب بائعات هوى في فنادق فاخرة لعملاء من الشرق الأوسط.
ويضيف أن لب القضية هو أن غولدمان ساكس يتهم بأنه كان مسؤولاً عن خسائر تصل إلى 1.2 مليار دولار مني بها صندوق استثماري ليبي مملوك للدولة في عهد القذافي.
ويتهم المصرف بأنه حقق أرباحًا من الصفقة الخاسرة تقدر بـ 370 مليون دولار.
غولدمان ساكس تعمل في أكثر من 30 دولة، ولديها 6 فروع إقليمية وأكثر من 100 مكتب و 35،000 موظف، ولديها أكثر من 850 مليار دولار أميركي من إجمالي الأصول.
وإلى ذلك، فإن هيئة الاستثمار الليبية تزعم أن يوسف القبباج، وهو مسؤول مصرفي سابق في غولدمان ساكس، اصطحب شقيق مسؤول ليبي كبير في رحلة مدفوعة المصاريف تمامًا، إلى دبي عام 2008، حيث دفع لعاهرتين 600 دولار لتمضية الليلة معهما في فندق فاخر.
ويضيف ويلسون أن القباج كان يسخر في إيملات أرسلها للمصرف من عدم خبرة المسؤولين الليبيين المصرفية والمالية، على الرغم من أن غولدمان ساكس نصحت هيئة الاستثمار الليبية بشراء أسهم في شركات اصبحت عديمة الجدوى والقيمة بعد عامين.
يذكر أن محكمة لندن العليا بدأت يوم الاثنين الماضي النظر في مطالبة هيئة الاستثمار الوطني الليبية، التي يقدر رأس مالها بـ67 مليار دولار، بتعويضات من بنك غولدمان ساكس الاستثماري، مشيرة في شكواها إلى أن البنك شجع الصندوق على الدخول في استثمارات معقدة وخاسرة.
وقالت الهيئة الليبية للاستثمار، التي تدير الصندوق، إنها ترغب في استعادة 1.2 مليار دولار قالت إنها خسرتها من خلال تسع صفقات متنازع عليها أجريت في عام 2008. وأشارت المؤسسة إلى أن هذه الصفقات أبرمت تحت “تأثير مفرط”.
وقال غولدمان ساكس إن هذه المطالب لا أساس لها، وإنه سيتصدى لها بكل قوة. نفي المزاعم وقالت الهيئة الليبية إن غولدمان ساكس حاز على ثقتها، ولكنه أساء استخدامها من خلال تشجيع المؤسسة على الدخول في صفقات معقدة لم تكن تفهم طبيعتها بشكل جيد.
وأضافت في وثيقة قدمتها للمحكمة أن “الصفقات المشكوك فيها كانت غير مناسبة بطبيعتها لصندوق ثروة سيادي ناشئ مثل المؤسسة الليبية للاستثمار، وكان غولدمان ساكس يعلم (أو على الأقل لديه شك في) أن المؤسسة الليبية للاستثمار لم تكن تدرك جيدًا (طبيعة) هذه الصفقات.”
وكانت هيئة الاستثمار الليبية، مثل صناديق الثروة السيادية للبلدان النامية الأخرى تسعى إلى شراء حصص إستراتيجية في شركات عالمية يمكن أن تكون شريك للتنمية في المستقبل، وفقا لمذكرات قضائية والتي تشتمل على الشركات المالية.
وقالت هيئة الإستثمار الليبية بأن يوسف القباج وهو مصرفي سابق في غولدمان ساكس إحتسى وتناول الغداء مع عدد من موظفي صندوق التمويل خلال رحلات تدريبية إلى لندن، تضمنت الإقامة في أرقى الفنادق، و تناول وجبات باهظة الثمن بأشهر المطاعم في لندن لتتخطى نفقاته في إحدى المرات نظير الترفه 22,000 جنيه أو حوالي 31,000 دولار.
وتم تذكيره في غولدمان بأن أية نفقات يتحملها صندوق التمويل الليبي تحتاج إلى موافقة مسبقة.
كما إحتج صندوق التمويل الليبي أيضاً على أن غولدمان حاول كسب النفوذ بتوفير تدريب لحاتم زرتي وهو الشقيق الأصغر لمصطفي زرتي نائب المسؤول التنفيذي للصندوق وهو التدريب الذي ربما لا يزال موضوع تحقيق من قبل لجنة الاوراق المالية والبورصات.
ووفقاً للمذكرات القضائية، فإن القباج قد إستضاف حاتم زرتي في لندن على نفقة غولدمان ساكس، وإصطحبه لقضاء أجازة في المغرب. فيما يقول صندوق التمويل الليبي بأن غولدمان ساكس قد سدد تكاليف رحلة حاتم زرتي على درجة رجال الأعمال، وكذلك تكاليف الإقامة في فندق خمس نجوم خلال الرحلة إلى دبي.