الجماهير المغربية تتجند وراء الوداد لهزم الأهلي ومواصلة قيادة الأندية المغربية المتوجة قارياً

زنقة 20. الرباط

يتطلع الوداد الرياضي، الذي أبقى على حظوظه قائمة، بعد العودة من ميدان الأهلي المصري بهدفين لواحد، إلى تعويض نتيجة الذهاب والظفر باللقب الثاني على التوالي، في مباراة يوم غد الأحد بالمركب الرياضي محمد الخامس. وسيمنح امتياز الهدف خارج الديار الذي سجله سيف الدين بوهرة وقلص الفارق قبل 4 دقائق من نهاية الوقت الأصلي للمباراة، وأربك حسابات الفريق المصري بكل مكوناته، دفعة معنوية للفريق الأحمر.

ويوضح رد الفعل المصري التأثير الحاسم الذي يمكن أن يحدثه العامل الذهني على نتيجة هذا النهائي، الذي تميل فيه الكفة للوداد الرياضي. وكذب الوداد ببلوغه نهائي المسابقة، كل التوقعات بكونه غير قادر على الذهاب إلى النهاية والاحتفاظ باللقب، بالنظر إلى تغيير المدربين الذي قد يسبب أزمة في أي فريق.

وتظل مباراة نصف النهائي ضد ماميلودي صنداونز الجنوب إفريقي ، الفائز على الأهلي في دور المجموعات (5-2) والمرشح بالنظر إلى أدائه هذا الموسم ، المثال الحي لمسار الوداد المثير للقلق على المستويين التكتيكي والتقني، وفي نفس الوقت الباعث على الاطمئنان على المستوى الذهني.

علاوة على ذلك، ساير الوداد بقية مباراة الذهاب عندما خسر 2-0، في ملعب نادي القاهرة. حاول تطوير أسلوب اللعب وبحث عن الهدف دون الاندفاع أو إظهار علامات اليأس. لو كان فريقا “عاديا” آخر لاستسلم أو اختار في أحسن الأحوال الركون للدفاع.

ولعل تعابير وجوه لاعبي الوداد في لحظة صعبة من اللقاء هي التي ت قلق خصمهم، إذ يتذكرون عزمهم وردة فعلهم “المفاجئة” أمام ماميلودي صن داونز.

وهكذا فإن الإرادة والعزيمة القوية وخبرة اللاعبين وشخصية البطل تشكل سلاح الوداد في هذه العودة النهائية. بالنسبة للجوانب التقنية ، هناك عمل يجب القيام به، بالطبع ،ولكن على المدى المتوسط. ويوم غد الأحد، يجب قدر الإمكان تجنب أخطاء مباراة الذهاب واختيار العناصر الأكثر جاهزية منذ بداية المباراة.

ويعد هذا النهائي، الثالث بين الوداد والأهلي في دوري أبطال إفريقيا بعد نسختي 2017 و 2022.

وسيسعى الوداد الرياضي للفوز بلقبه الثاني على التوالي والرابع في تاريخه، بعد لقبه عام 1992، على حساب الهلال السوداني، و2017 و 2022 ضد الأهلي.

من جانبه، سيطمح الأهلي للفوز باللقب ال11، حيث يعتبر الفريق المصري الأكثر تتويجا في هذه المسابقة.

تعود أول مشاركة للأندية المغربية لكرة القدم في منافسات دوري أبطال إفريقيا إلى سنة 1968 بمشاركة فريق الجيش الملكي في المسابقة تحت مسماها القديم “كأس إفريقيا للأندية البطلة”، وبلغ حينها نصف النهاية، الذي خسره أمام نادي تي بي مازيمبي (الكونغو الديمقراطية) بعد تعادلهما بهدف لمثله وهزيمة الأول بالرباط 1-3.

وأعاد فريق الجيش الكرة سنة 1985 ونجح في بلوغ المباراة النهائية التي كسبها على حساب نادي دراغونس الكونغو الديمقراطي “زائير سابقا”، بعد تفوقه في لقاء الذهاب بالرباط بخمسة أهداف لهدفين، فيما انتهى الإياب بالتعادل بهدف لمثله.

وعرفت سنة 1989، بلوغ نادي الرجاء الرياضي المربع الذهبي لكأس إفريقيا للأندية البطلة، وتأهل على إثره إلى المباراة النهائية على حساب فريق تونير ياوندي الكاميروني، بعد تغلبه عليه ذهابا بالدار البيضاء بهدفين دون رد، وتعادله إيابا بالكاميرون بهدفين لمثلهما. ونجح فريق الرجاء في الظفر بباكورة ألقابه بتغلبه على مولودية وهران الجزائري ذهابا 1-0 في المغرب وانهزامه في الإياب 1-0 في الجزائر، ليلجأ الفريقان إلى الضربات الترجيحية التي آلت نتيجتها لصالح الفريق البيضاوي 4-2.

وجاء الدور سنة 1992 على فريق الوداد الرياضي الذي تمكن من بلوغ دور نصف نهاية المسابقة القارية، ليتأهل إلى النهاية على حساب فريق أسيك أبيدجان الإيفواري في مباراة الإياب بالدار البيضاء، والتي فاز بها بهدفين للاشيء، بعد أن كان قد انهزم ذهابا بأبيدجان 1-3، قبل أن يتوج بالكأس لأول مرة في تاريخه على حساب الهلال السوداني 2-0 بالمغرب و0-0 بالسودان.

وفي سنة 1997، حيث أقيمت المنافسة القارية بشكل جديد بإضافة دور المجموعات، وس ميت رابطة الأبطال الإفريقية أو عصبة الأبطال، تأهل كل من الرجاء الرياضي وغولدفيلد الغاني إلى النهاية، وتصدر الفريق الأخضر مجموعته بفارق هدف وحيد، فيما تفوق الفريق الغاني بفارق نقطة وحيدة.

وكان غولدفيلد تفوق في ذهاب المباراة النهائية ، قبل أن يتعثر أمام الرجاء في لقاء الإياب بالضربات الترجيحية 5-4 ويحرز بالتالي اللقب.

وعاد فريق الرجاء الرياضي ليحرز لقب الدورة الـ35 من دوري أبطال إفريقيا سنة 1999 على حساب نادي الترجي التونسي بقيادة الأرجنتيني أوسكار فيلوني ، ليصبح أول مدرب يحرز لقب دوري أبطال إفريقيا في دورتين متتاليتين ومع فريقين مختلفين الرجاء الرياضي و أسيك ميموزا.

بيد أن دورة 2002، عرفت اعتماد نظام نصف النهاية بعد انتهاء دور المجموعات، وقد تأهل إلى المباراة النهائية كل من فريقي الرجاء الرياضي والزمالك المصري ، واكتفى الفريقان بالتعادل السلبي ذهابا بالدارالبيضاء، فيما عاد الفوز إيابا للفريق المصري ليتوج بأول لقب قاري انتظره طويلا.

وفي سنة 2005، بلغ الرجاء الرياضي المربع الذهبي لعصبة الأبطال الإفريقية للمرة الثالثة، غير أنه ودع المسابقة بعد هزيمتين أمام النجم الساحلي التونسي (ذهابا 0-1) وإيابا بالنتيجة ذاتها.

وتأهل فريق الوداد الرياضي في سنة 2011 لثاني مرة في تاريخه إلى المربع الذهبي بعد سنة 1992، وتمكن من تجاوز نادي إنيمبا النيجيري ذهابا بالدار البيضاء (1-0)، فيما تعادل الفريقان إيابا بدون أهداف.

وتمكن فريق الوداد سنة 2016 من بلوغ نصف نهاية دوري أبطال إفريقيا للمرة الثالثة، لكنه انهزم أمام نادي الزمالك المصري 0- 4 بمصر، وفاز الفريق بالرباط إيابا بحصة 5-2..

وفي سنة 2017 توج الوداد الرياضي، للمرة الثانية في تاريخه، باللقب تحت قيادة المدرب الحسين عموتة، وجاء على حساب فريق الأهلي المصري بالتعادل بهدف لمثله في مصر، ثم الفوز بهدف وحيد في المغرب. ووصل الوداد البيضاوي إلى النهائي الإفريقي بعد تخطيه نادي اتحاد العاصمة الجزائري في نصف النهاية بمجموع المباراتين بنتيجة 3-1.

وفي دورة 2019، خسر الوداد أمام الترجي في نهائي مثير للجدل بسبب رفض حكم المباراة استخدام تقنية حكم الفيديو المساعد.

وغادر فريق الوداد الرياضي منافسات دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم سنة 2021 من دور نصف النهاية بعد اكتفائه بالتعادل صفر لمثله أمام مضيفه كايزر تشيفز الجنوب إفريقي في لقاء الإياب ، بعدما كان أخفق في تدارك تأخره خلال لقاء الذهاب بهدف للاشيء.

وتوج الوداد الرياضي سنة 2022 بطلا لمسابقة دوري أبطال إفريقيا للمرة الثالثة في تاريخه، وحرم بالتالي نادي الأهلي المصري من أن يصبح أول فريق يحرز اللقب ثلاث مرات متتالية بالفوز عليه 2-0 في المباراة النهائية التي أقيمت على أرضية ملعب المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء.

ويذكر أن نادي الوداد لعب قبل الموسم الحالي خمسة نهائيات سنوات 1992 و2011 و2017 و2019 و2022، حيث ت وج باللقب في ثلاث مناسبات سنوات 1992 و2017 و2022، فيما خسر اللقب في مناسبتين أمام الترجي التونسي سنة 2011 و2019 في نهاية مثيرة للجدل.

وتحتل الأندية المصرية المركز الأول في قائمة الأندية الأكثر تتويجا باللقب القاري، برصيد 16 لقبا (10 ألقاب للأهلي، و5 للزمالك والإسماعيلي 1)، ثم المغرب برصيد 7 ألقاب (3 للوداد، و3 للرجاء، و1 للجيش الملكي)، ثم تونس في المركز الثالث برصيد 6 ألقاب (4 للترجي التونسي، و1 للنجم الساحلي، و1 للصفاقسي

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد