زنقة 20. مراكش
أكد رئيس الاتحاد الدولي للسكك الحديدية، كريستوف مامينسكي، اليوم الثلاثاء، بمراكش، أن المغرب يوجد في طليعة الدينامية السككية التي تشهدها القارة الإفريقية برمتها.
وشدد السيد مامينسكي، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لأشغال الدورة 11 للمؤتمر العالمي للسرعة الفائقة السككية، المنظمة تحت شعار “السرعة الفائقة السككية : السرعة الأنسب لكوكبنا الأرضي”، على أن هذه البنيات التحتية الجديدة الموجهة للنقل بالمغرب “تعكس هذه الحيوية المنشودة، كما تنسجم مع رؤية الاتحاد الإفريقي 2063”.
وقال إن أحد البرامج الرئيسية لهذه الرؤية، يتجلى في “تطوير شبكة القطارات فائقة السرعة بغرض تسهيل حركية السلع، والخدمات، والأشخاص”، مشيرا إلى أن الاتحاد الدولي للسكك الحديدية يجدد دعمه الكامل لهذه الرؤية.
وتابع أن الغاية تكمن في تعزيز الربط السككي، وتقليص كلفة النقل، إضافة إلى الحد من الضغط المتزايد على منظومات النقل الحالية والمستقبلية. وكشف، في هذا الصدد، أن الحلول المعتمدة لنظم قطارات السرعة الفائقة الملائمة لنمو الحركية المستدامة عالميا “لا حد لها”، منوها بوجاهة اختيار موضوع المؤتمر الذي يحاول “استجلاء آخر المستجدات المتعلقة بشبكة القطارات فائقة السرعة، والتفكير سويا في مستقبل الحركية الناجمة عن هذا النمط من التنقل”.
وفي هذا الاتجاه استشهد بتطور الشبكة السككية فائقة السرعة، والتي بالرغم من تبعات الجائحة، انتقلت من 44 ألف كلم سنة 2020، إلى 59 ألف كلم سنة 2022، أي بارتفاع قدره 1/3، مضيفا أن عدد البلدان التي لجأت إلى النمط السككي فائق السرعة، ماض في الارتفاع، وأن بلدانا أخرى في أوروربا، وآسيا، وإفريقيا، وأمريكا الشمالية، والشرق الأوسط، تسير على المنوال نفسه.
وبشأن التحديات العالمية التي يتعين كسبها اليوم، كشف أن الأمر يتعلق بمنظومات التنقل، وإزالة الكربون عن الاقتصاد على الأصعدة الوطنية، والمحلية، والعالمية، وإرساء وضعية اقتصادية جديدة، وتحديات سياسية تستدعي أنشطة جديدة، وحلولا جديدة تتصل بالنقل من أجل محاربة التغير المناخي، داعيا كافة المتدخلين في سلسلة النقل إلى مزيد من الانخراط من أجل بحث كافة الحلول المبتكرة والممكنة، وفق نهج الاتحاد العالمي للسكك الحديدية، الذي يرتكز على “قيم الاتحاد، والتضامن والعالمية”.
وتأتي هذه النسخة من مؤتمر السرعة الفائقة لسنة 2023 بالمدينة الحمراء، والتي ينظمها، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، المكتب الوطني للسكك الحديدية، بشراكة مع الاتحاد الدولي للسكك الحديدية، وتتواصل إلى غاية 10 مارس الجاري، تكريسا للدور الريادي الذي يضطلع به المغرب على الصعيدين العربي والإفريقي في مجال السرعة الفائقة.
كما يعد هذا المؤتمر الدولي الهام، مناسبة لتقاسم أحدث التطورات التكنولوجية في ميدان السرعة الفائقة، والتي لم تستنفذ بعد رصيدها من الحلول والمزايا الملائمة، لمواكبة نمو الحركية المستدامة على النطاق العالمي.
ويجمع هذا الحدث الهام، كافة الفاعلين في مجال السرعة الفائقة عبر العالم، حيث يتيح الفرصة، كذلك، لإبراز مدى أهمية مساهمة السكك الحديدية الفائقة السرعة في مواجهة المعضلة المناخية، ودورها في إعداد التراب.
وبحسب المنظمين، فإن ثلاثة ملايير مسافر يستعملون القطارات الفائقة السرعة كل سنة، كاشفين أن هذا العدد الهائل يرتفع بوتيرة متسارعة تواكب التوسع المتزايد والتطور المستمر الذي تعرفه شبكة السرعة الفائقة عبر العالم، وكذا الخدمات المرتبطة بها.