زنقة 20 . الرباط
بعد الجدل الذي صاحب عرض الوثائقي الذي قيل أنه سيكون مزلزلاً وسيتطرق لثروة الملك محمد السادس و المعروض على القناة الفرنسية الـ3 أمس الخميس تصدرت هاشتاغات إسم القناة والوثائقي صفحات مواقع التواصل الإجتماعي.
الوثائقي الذي عرض أمس على القناة الفرنسية والذي داعم لساعة و خمس دقائق اعتبره الكثير من المتتبعين برنامجاً عاديا لم يأتي بأي جديد يذكر بل اعتمد على صور وأرشيف سبق وأن شاهدة المغاربة لمرات عديدة كما أن منتجي “الوثائقي” لم يكونو منصفين على مدار أجزائه واكتفو بتصريحات لما يمكن تسميتهم بمعارضين للنظام وهو ما يضرب في عمق ونزاهة العمل الصحفي.
كما سقط معدوا الوثائقي الذي اعتبره إعلاميين مغاربة لا يمت بصلة بـ”التحقيق الصحفي” سقطة صحفية لا أخلاقية وغير مهنية حينما استعانوا يصور من دولة عربية شرق أوسطية (الصور) وصوروا وكأنها بالمغرب وكذا التعليق على صور تعود لاحتجاجات أمام البرلمان تطالب برحيل بنكيران بـ”إسقاط النظام” كما استعانوا بالمؤثرات الصوتية للتغطية على ضعف المنتوج الإعلامي الذي لا يمكن تصنيفه لا في صنف “الوثائقي” ولا في صنف “التحقيق”.
الخبير في “البروباغندا الإعلامية ” محمد الصوصي العلوي اعتبر أن نتهى ما بثته القناة الفرنسية هو روبورتاج البروباكاندا الفرنسية وقبل أن تبثه القناة بأسابيع أطلقت حملة ترويجية تدعي بأن الفيلم سيقدم تحقيقا خطيرا يدين الملك وهو ما انتظره المغاربة طويلاً ليكتشفوا في الأخير أن الأمر مجرد “جعجعة بلا طحين”.
وأضاف ذات الخبير الإعلامي أن معدي الربورطاج قاموا بالتغطية على المحتوى الفارغ باللجواء إلى مجموعة من الحيل ومن بينها كومة من التهم لم يستطع المخرج أن يقيم عليها الدليل فلجأ الى المؤثرات الصوتية التهويلية ( على غرار مسلسل الخيال العلمي اكسفايلز).
كما اعتبر ذات المتحدث أن تم إغراق الفيلم بشهادات خصوم الملك ولم نرى اي توازن في نقل شهادات تمثل الطرف المقابل باستثناء الوزير الفرنسي السابق جاك لونغ كما حاول تضليل المشاهد عبر أسلوب التهويل في الأرقام لإضفاء الواقعية على الفيلم علما بان المشاهد البسيط لن يبحث في أصول تلك الأرقام و حقيقتها أو معانيها وسيكتفي بتصديق الفيلم بشكل تلقائي.
وأشار “الصوصي العلوي” إلى أن “الوثائقي” أسرف في استخدام مصطلح “نظام” في معرض حديثه عن الدولة المغربية للايحاء بالطابع السلطوي محاولاً تدارك فضيحة الاعلام الفرنسي بالدفاع عن الصحفيين الفرنسيين اللذين القت عليهما الشرطة الفرنسية القبض بعد تورطهما في ابتزاز الملك محمد السادس حيث اعترف المخرج بأنه اعتمد في “تحقيقه” على مساعدة الصحفية “كاترين غراسيي” التي تورطت في الابتزاز مع زميلها “إيرك لوران”.
و هاجم الوثائقي حسب ذات الخبير الإعلامي الحكومة الفرنسية لأنها كانت رخوة ومتساهلة مع المغرب في قضية حقوق الانسان مقابل الحفاظ على مصالحها “وهو اسلوب معهود على البروباكاندا الرسمية الفرنسية التي تهاجم المغرب بين الفينة و الاخرى عبر صحافتها وتفتح لها المجال لتتهمها بتهمة شكلية هي ” الجبن ” وهو اسلوب مخادع يضمن لها التبرؤ من تلك التقارير امام المغرب على اعتبار انها نالت حظها من الهجوم في الفيلم وفي نفس الوقت تبرئة نفسها من استغلال المغرب او تولث ايديها ضده في عمليات امنية و سياسية ودبلوماسية واقتصادية, و دون التذكير طبعا بماضيها الاستعماري الاجرامي ضد المغرب, في محاولة يائسة لالصاق التهم كلها في الملك على منهج “رمتني بدائها وانسلت” يقول ‘العلوي’.
وأضاف ذات المتحدث أن ” الفيلم ركيك وضم خليطا من الاكاذيب و التهويل المفضوح لكنه ترك بعض الاثار اللاواعية افلتت للمخرج في مشاهد مختلفة تظهر كره المخرج ومن يقفون خلفه لخروج المغرب من عباءة فرنسا وافلات الاقتصاد المغربي للشركات الفرنسية التي بدات تفقد كما ذكر الفيلم مصالحها تدريجيا بسبب سياسات الملك التي لم تتركها تنعم بالسيطرة على حصص السوق, وهو سبب كاف لهذا الكم من الحقد”.
كما حاول الفيلم حسب “العلوي” “تفريغ شحنات من الكراهية ضد رئيس الإستخبارات المغربية واتهامه بتهم لم تستطع المحاكم الفرنسية إثباتها الى اليوم وهناك شكوك حقيقية خلف تلك التهم التي قد يكون وراءها قدرته على الجام الاستخبارات الاجنبية من التمكين للارهاب في المغرب باسلوبه الجديد الاستباقي الذي حرم القوى الاجنبية من ادخال المغرب في الفوضى الخلاقة لتقسيمه لا قدر الله كما حدث لبعض الدول العربية”.
وللوقوف عند مخرج الفيلم “جان لوي بيريز” فقد نشرت جريدة تليراما الفرنسية التي تعنى بالشان الاعلامي مقالا يفضح بعض وسائل الاعلام الفرنسية بعنوان : ” كواليس مريبة لتحقيق خاص” في اخر هذا المقال الذي يكشف بعضا من فساد الاعلام الفرنسي اشار الى فضيحة الفاسد جان لوي بيريز الذي يزعم فضح “فساد ملك المغرب” حيث سرق جهد زميلة له اسمها “الين روبير” بعد ان عمل معها في مشروع فيلم حول ظاهرة الاحتباس الحراري لكن الفيلم كما تقول ألين لم يكتمل.
لكنها فوجئت بعدها بسنتين بقيام المخرج جان لوي بيريز بسرقة الفكرة ونسبتها لنفسه كما اكتشفت قيامه بالاتصال بشخصيات من معارفها زاعما انه مايزال يعمل الى جانب ألين روبير.