زنقة20ا الرباط
كشف شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أن المدرسة العمومية بالمغرب باتت لا تضمن التعلمات الأساسية للتلاميذ، ولاتحظى اليوم بثقة المواطنين.
وأوضح بنموسى، خلال ندوة صحفية لتقديم خارطة طريق الإصلاح التربوي 2022 – 2026، عقدها أمس الخميس، أن تردي التعليم يعود إلى وجود نسبة كبيرة من التلاميذ باتوا لا يتحكمون في التعلمات الأساسية، ونسبة منهم تبقى فرص التفتح والتعلم محدودة لديهم، نظرا لمحدودية عدد الأنشطة الموازية لعمليات التعليم، وأيضا لوجود مشكل كيفية تنزيل التعليم الإلزامي، الذي يكشف استمرار ظاهرة الهدر المدرسي، بسبب عدم تمكن مجموعة من التلاميذ من استكمال مسارهم الدراسي، لأن أغلبهم لا يتمكنون من الالتحاق بالأقسام الدراسية.
وأكد بمنوسى، ارتفاع معدل الهدر المدرسي، خلال السنوات الماضية، حيث بلغ 300 ألف تلميذ، بأعلى نسبة في الثانوي الإعدادي، بلغت 53 في المائة، و 24 في المائة في الثانوي التأهيلي، و 23 في المائة في المستوى الابتدائي، قبل أن يعود الوزير ليكشف أيضا، تأثيرات جائحة كوفيد على تعلمات التلاميذ، رغم المجهودات التي قامت بها الوزارة خلال تلك الفترة.
وتابع أن “وزارته قامت بتقييمات تعلمية، همت 25 ألف تلميذ، في بداية هذه السنة، أظهرت بأن 23 في المائة فقط من التلاميذ يتمكنون من قراءة نص باللغة العربية بطريقة سلسة لا يتعدى 30 كلمة، و30 في المائة فقط من التلاميذ يتمكنون من قراءة نص باللغة الفرنسية بطريقة سلسة لا يتعدى 15 كلمة، وهي النسبة التي لا تتجاوز 13 في المائة من تلاميذ مستوى الخامس ابتدائي يحسنون إنجاز قسمة بسيطة”.
وأضاف بنموسى، أن التقييمات الوطنية حول مكتسبات التلاميذ، تؤكد هذه المشاكل وأزمة التعلمات، في المدرسة العمومية، حيث أن المعدل المتوسط، تقريبا 30 في المائة من تلاميذ التعليم العمومي المتواجدين في السنة السادسة ابتدائي، فقط من يتمكنون من استيعاب المقرر الدراسي، وفي السنة الثالثة إعدادي نجد أن 10 في المائة من التلاميذ ينجحون في استيعاب المقرر الدراسي، وهي النتائج التي قال الوزير: “من طبيعة الحال ميمكنش نكونوا راضين على هذه النتائج”.
واعتبر بنموسى أن إصلاح المدرسة العمومية مسؤولية وطنية ومجتمعية، لا بد أن ترتكز على مقاربة موسعة، تقوم على توسيع دائرة إشراك كل الفاعلين، والمتدخلين، فضلا عن تكريس منهجية القرب التي تتيح هامشا أكبر للمبادرة والابتكار، مشيرا إلى إن الوزارة قامت بتنظيم مشاورات وطنية موسعة عرفت مشاركة 100 ألف من المواطنات والمواطنين، همت مشروع خارطة الطريق، أثمرت العديد من المقترحات، التي ساهمت في إغناء مضامينها.
من جهة أخرى أكد شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أنه سيتم الإحتفاظ بالتوظيف الجهوي كخيار إستراتيجي وهناك شبه اتفاق بين الوزارة والنقابات بشأن النظام الأساسي لموظفي القطاع.
وأضاف بنموسى، أن النقاش إيجابي مع النقابات، وأن النظام الأساسي سينهي نقاش الأساتذة أطر الأكاديميات، إذ سيتم طرح وظيفة موحدة، مشددا على أن الوزارة تستحضر هواجس الكلفة المالية للنظام الأساسي، وذلك من أجل إنجاز طموحات أخرى، من بينها تعميم التعليم الأولي وما يقتضيه من تكلفة مالية.