زنقة 20 ا الرباط
احتفاء باليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام، بادر المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ابتداء من 10 أكتوبر 2022، نشر شهادات لعدد من المحكومين بعقوبة الإعدام، بهدف إطلاع الرأي العام على أوضاع هذه الفئة وملامسة بعض القضايا والإشكالات التي تطرحها هذه العقوبة القاتلة من الناحية الحقوقية والإنسانية.
وفي هذا الصدد نشر المجلس شهادة “بائع متجول” أحد المحكومين بالإعدام في تفجيرات التي شهدتها الدار البيضاء سنة 2003، وجهت له “تهم تكوين عصابة إجرامية والمس بسلامة الدولة الداخلية بارتكاب اعتداءات الغرض منها إحداث التخريب والقتل في أكثر من منطقة والمشاركة في القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والمشاركة في الإيذاء العمدي المؤدي إلى عاهات مستديمة.
وقد تمت مؤاخذته من أجل جميع التهم المنسوبة إليه. وبناء على ذلك، أصدرت المحكمة في حقه عقوبة الإعدام بتاريخ 19. 8. 2003”.
وقال “البائع المتجول” في شهادته للمجلس، “دائما أسأل نفسي عن سبب إدانتي بالإعدام. فأنا لم أقتل ولم أتورط في أي شيء، كنت فقط أتبع توجها فكريا معينا. لم تكن لدي أي نية للقيام بأي عمل إرهابي في بلدي. لا أنكر أنني أخطأت، غير أنني قمت بعدة مراجعات مؤخرا، ومع ذلك فحكم الإعدام الصادر في حقي لم يتغير، كانت حياتي عادية، أمتهن تجارة الأحذية الجاهزة في قيسارية الحي المحمدي. كنت متزوجا وكان لي ولد مات قبل دخولي السجن وابنة تركتها وعمرها ثلاثة أشهر”.
وأضاف “انخرطت في برنامج مصالحة وسبق أن قدمت طلب العفو لكن دون أن أتلقى أي جواب. في بادئ الأمر استدعتني إدارة السجن وأخبرتني أنه يتعين علي كتابة طلب العفو، فأجبتهم بأنني سأوافق على ذلك بشرط تحرير الطلب بصيغتي. فأنا مسجون بسبب فكر آمنت به وليس بسبب مشاركتي في تفجيرات 16 ماي. وقد رفضت الإدارة هذا الشرط، ومنذ ذلك الحين، توقفت عن تقديم الطلب واستأنفت ذلك خلال الأربع سنوات الأخيرة حيث كتبت الطلب عدة مرات، غير أنني لا أعرف سبب الإبقاء على حكم الإعدام الصادر في حقي”.
وتابع “أتمنى أن يحظى ملفي بالاهتمام، فقد قمت بعدة مراجعات ومقابلات مع المسؤولين سبعة عشر سنة من السجن، فترة تعادل عمر ابنتي. أريدكم أن تطلبوا إعادة النظر في ملفي فأنا لا أستحق الإعدام.
وقال “في البداية، كانت ابنتي التي ولدت بعد اعتقالي تأتي لزيارتي، لكن مع مرور الوقت ومع توالي الإفراج عن أبناء الحي، تأثرت عائلتي جدا من جراء ذلك، خصوصا ابنتي التي يئست، في حين لا تستطيع زوجتي زيارتي لأنها مريضة بالصرع بسبب تراكم الصدمات التي تعرضت لها. فأنا مسجون فقط بسبب فكر آمنت به وهناك أمل في الحل لكن هذا الأمل هو ما يزيدني تعاسة لأن ملفي لا يشهد تطورا”.
واعتبر بالقول “لحد الآن أنا أتساءل عن سبب إدانتي بحكم الإعدام. أعتقد أنني أستحق أن يفرج عني بعد تراجعي عن أفكاري. ولهذا أتمنى أن تتم إعادة النظر في قضيتي”.