زنقة 20 | وكالات
أعلنت جورجيا ميلوني التي حل حزبها “إخوة إيطاليا” أولاً في الانتخابات التشريعية الأحد في إيطاليا، أنها ستقود الحكومة المقبلة.
وبعد السويد، حقق اليمين المتطرف تقدماً جديداً في أوروبا، بفوز جورجيا ميلوني في الانتخابات التشريعية الأحد في إيطاليا، إذ ستُتاح لحزب تعود جذوره إلى الفاشية الجديدة فرصة حكم البلاد للمرة الأولى منذ عام 1945.
وميلوني البالغة من العمر 45 عاماً هي سياسية محنكة وصريحة ولديها القدرة على التواصل وتبادل الأفكار.
وعلى الرغم من كونها معروفة بحديثها المتشدد وتماسكها القوي في معاركها السياسية، فإن الصعود الأخير لميلوني باعتبارها المرشحة الأولى بعد انتخابات 25 سبتمبر يثير تساؤلات حول مستقبلها كقائدة.
وُلدت ميلوني في حي غارباتيلا الذي تقطنه الطبقة العاملة في روما، وبدأت حياتها السياسية عندما كانت في سن الخامسة عشرة.
ساعدت في تأسيس حزب “إخوة إيطاليا” عام 2012، وذلك بعد 4 سنوات من توليها منصب وزاري، حين أصبحت أصغر وزيرة في الحكومة التي كان يقودها آنذاك سيلفيو برلسكوني.
عمل حزبها على تقليص الدعم الانتخابي لحليفيه التقليدييَن، حزب “فورزا إيطاليا” بقيادة برلسكوني وحزب “الرابطة” بقيادة ماتيو سالفيني، رافعاً رصيده من 4% من الأصوات في انتخابات 2018 إلى حوالي 25% في الاستطلاعات الأخيرة الخاصة بانتخابات، الأحد 25 سبتمبر الجاري.
وتمكنت ميلوني، خلال سنوات قيادتها لحزب “إخوة إيطاليا”، من تحويل حزبها من حزب يتبنى سياسات وآراء توصف بانتمائها إلى الفاشية الجديدة، نشأ على أنقاض عهد موسوليني، إلى قوة سياسية قومية وشعبوية قادرة على جذب الناخبين اليمينيين والمعتدلين.
“أنا جورجيا، أنا امرأة وأم ومسيحية” كانت هذه إحدى أكثر عبارات ميلوني شعبية، والتي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وجرى تحويلها حتى إلى أغنية راب.
وولفانغو بيكولي، رئيس شركة “تينيو” للأبحاث (مقرها لندن)، قال: “رغم أني أستبعد أن يكون لحكومتها نبرة فاشية، لكن من المشكوك فيه ما إذا كانت ميلوني ستلتزم المسار الوسطي الذي اتبعته خلال الحملة الانتخابية”.
وأضاف بيكولي أن “ميلوني، التي كانت في الأصل تنتقد بشدة السياسات المالية للاتحاد الأوروبي، من غير المتوقع أن تصطدم مع بروكسل على المدى القصير، لكن يبقى أن نرى ما إذا كان موقفها السابق المتشكك في الاتحاد الأوروبي يمكن أن يعود”.
وأكد المحللون أن ميلوني، وخلال حملتها الانتخابية، كانت تخاطب جمهورَين مختلفين، يتمثل الأول في الحلفاء الدوليين، حيث حاولت طمأنتهم بتأكيد دعمها للدفاع عن أوكرانيا، وسلامة نهجها المؤيد للناتو.
ويتمثل الثاني في الجمهور الداخلي وناخبيها التقليديين، الذين أصرت من أجلهم على سياسات مناهضة المهاجرين ومناهضة “مجتمع الميم” (مثليي الجنس ومزدوجي التوجه الجنسي والمتحولين).