زنقة 20. الرباط
رغم فصل قطاعي الشباب والرياضة في التشكيلة الحكومية الحالية حيث أُلحق قطاع الرياضة بوزارة التربية والتعليم الأولي، وانضم قطاع الشباب لوزارة الثقافة والتواصل من أجل تركيز المجهودات الحكومية، إلا أن هاذين القطاعين الحيويين ظلا يعيشان في تخبط رغم أهميتهما القصوى، بسبب غياب برامج وسياسات خاصة تؤطرهما، بالإضافة إلى انكباب الوزيرين شكيب بنموسى والمهدي بنسعيد على ملفات أخرى أزاحت قطاعي الرياضة والشباب من الأجندة الوزراية لحد الآن لدى الوزيرين.
ففي الوقت الذي يشهد المغرب ريادة قارية على المستوى الرياضي خاصة في كرة القدم للمنتخبات والأندية والبنيات الأساسية، فإن قطاع الشباب والرياضة لازال يلفه الغموض والضبابية حول من يقود هذا القطاع ومن هو المخاطب حين يتعلق الأمر بوفود أجنبية وتدبير مؤسسات تابعة للقطاعين، وما الفائدة من تقسيمه إلى قطاعين وضمهما إلى حقيبتين منفصلتين.
فأمام غياب رؤية واضحة و سياسة تواصلية لهاذين القطاعين الحيويين يبقى الفراغ سيد الموقف أمام تفاقم مشاكل القطاعين، أبرزها غياب مخاطب وحيد لقطاع الشباب والرياضة لإرتباطهما ببعض، حيث يعجز المسؤولون الملحقون من قطاع إلى أخر ومعهم مهنيو الإعلام عن إيجاد أجوبة عن المشاكل التي تتخبط فيها المؤسسات التابعة لقطاع الرياضة أو المؤسسات المحسوبة على قطاع الشباب.
فعلى مستوى المديريات الجهوية المحسوبة على قطاع الرياضة تتسائل فعاليات مهنية مهتمة بالقطاع عن الجدوى من إلحاق الأطر المحسوبة على القطاع الرياضي، للقيام بمهام ووظائف رياضية بقطاع التربية والتعليم، مع العلم أن أغلبيتهم يزاولون حاليا مهامهم الإدارية والتربوية،بمراكز حماية الطفولة، وبدور الشباب، ولسنوات عديدة، مما يطرح تحديات كبيرة على مستوى التأهيل والكفاءة المهنية والجودة ،التي يراهن عليها شكيب بنموسى لإنجاح النموذج التنموي الجديد بقطاع التربية الوطنية والرياضة والتعليم الأولي.
هذا بالإضافة إلى المشاكل التي تعرفها ملاعب القرب والمؤسسات الرياضية مع غياب المخاطب القطاعي.
أما بخصوص قطاع الشباب، فرغم المجهودات التي يقوم بها الوزير المهدي بنسعيد في مجال الثقافة والتواصل تبقى بصمته شبه غائبة عن قطاع الشباب، حيث أصبحت الموسسات التابعة للشبيبة والرياضة سابقاً تعيش التيه وموظفو هذا القطاع يشتغلون في ضبابية دون بوصلة.
ولابد التنبيه هنا، أن قطاعي الرياضة والشباب لاينقصان أهمية عن باقي القطاعات الأخرى التي تشتغل عليها الحكومة والتي تتفاقم مشاكلهما يوما بعد يوم، حيث سيصعب السيطرة عليها ووضع الحلول الناجعة لهما يتطلب سنوات إضافية أخرى، فإلى متى سيظل قطاعي الشباب والرياضة بلاعنوان؟