زنقة 20 . الرباط
اعتبر الباحث الجامعي “عبد الرحيم العَلام” أن رئيس الحكومة ‘عبد الاله بنكيران’ أصبح يُقوي خُصومه السياسيين، عكس ما كان عليه الأمر في بداية توليه رئاسة الحكومة”.
وقال ‘العَلام’ في تدوينة له على حسابه بالفيسبوك، أن ‘ابن كيران كان قد ساهم بشكل كبير في إضعاف حزب “البام” في الماضي، وأخرج أهم لاعبيه من اللعبة السياسية الظاهرة، وقزّم نتائجه، لكن ما يقوم به حاليا، يُحدِث العكس تماما، فكلمة “التحكم” التي كان يصف بها ابن كيران خصومه، لم تعد برّاقة، ونعت “التسلّط” الذي لطالما وَظفه ضد “البام”، لا يبدو أن ابن كيران يبتعد كثيرا عن مضمون هذا الوصف.
وحسب ‘العَلام’، فانه ‘من المعروف أن السياسة تحتاج لأعداء، حيث يصبح وجود العدو ضروري من أجل تقوية الذات أمام الجماهير، فكلما انتقصْت من الخصم، كلما رفعت فرص نجاحك’.
وأضاف ‘العًلام’ أن ‘هذا ما قام به ابن كيران بامتياز منذ 2009، لكن ما يقوم به اليوم يكُبّ في صالح “الخصم” وليس ضّده، لأن هذا الخصم شرع في تجويد صورته، ويعمل على تطوير أدائه الاعلامي والسياسي، وإعادة النظر في تحالفاته واصطفافاته، سيما مع وجود موارد مادية ضخمة مخصصة لهذه “العملية التجميلية”.
واعتبر العَلام أن ‘ما حدث في قضية “أساتذة الغد”، مثلا، يضيف إلى رصيد “الوافد الذي لم يعد جديدا”، ويسحب من رصيد “الضحية القديمة” ‘.
مضيفاً، ‘فأن يُضبط الناطق باسم الحكومة متلبّسا بتهمة “الكذب”، ويُفضَح أمام العموم بوثائق مختومة لم يطعن فيها إلى حدود كتابة هذه الأسطر، فإن الأمر، يؤثر بشكل سلبي على الطرف “المتلبّس”، وبشكل إيجابي على “الضحية الجديدة” ‘.
الرأي العام بطبيعته متحرك، لا يحبو لا يقدر على الجمود، وسيكولوجية الجماهير (أو الحشود) لا تخضع للحسابات الدقيقة، وغالبا، لا تهتم بلحظة البدايات، كما أن التاريخ لا يشكل لها هاجسا بقدر ما تهجس بالمستقبل.
كما أنه من المعروف، أن الحكومات تتخذ السياسات الأقل شعبية في بداية حكمها، حتى تستطيع تجبير الخسائر.
وختم ‘العَلام’ أن ‘أي حكومة، تقوم بالعكس تتعرض لخسائر فادحة جدا، فمثلا أن تقوم الحكومة الحالية – في عهد الوزير الوفا”، بالاستغناء عن “الانتقاء” في مباريات مراكز الترية والتكوين، وتمنح المتدربين أجورا شهرية، وتحسّن أوضاعهم، ثم تأتي، عند قرب انتهاء ولايتها، وتقوم بالعكس، فمن المؤكد أن الأمور تجري في غير صالحها، حتى بدون وجود من “يتآمر” عليها’.