زنقة 20 . وكالات
اثارت العلاقة القوية بين القيادي بتنظيم القاعدة عبد الحكيم بلحاج رئيس حزب الوطن الليبي وشقيق الرئيس الجزائري سعيد بوتفليقة الملياردير المعروف العديد من الأسئلة حول السياسة الغامضة لدولة الجزائر تجاه تطورات الأزمة الليبية وعلاقاتها القوية بجماعة الإخوان أو الجماعة الليبية المقاتلة أحد أذرع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي.
وقال الاعلامي والسياسي الليبي “صالح الزوبيك” أن “الجزائر التي اكتوت بنار الإرهاب في تسعينيات القرن الماضي وخاضت حربا طويلة ضد المجموعات الإرهابية تقيم علاقات قوية مع ذات المجموعات داخل الأراضي الليبية وهو الأمر الذي يثير العديد من علامات الاستفهام لا سيما وأن الجزائر هي مسئول الملف الأمني الليبي بمجموعة دول جوار ليبيا”.
ويرى الكاتب السياسي والإعلامي الليبي “صالح الزوبيك” أن الجزائر اكتوت بنار الإرهاب في الماضي وهي تتعامل بحذر مع الأحداث الجارية وخاصة الأزمة الليبية والجزائر مستهدفة بحكم موقعها المتاخم لمنطقة تواجد تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي وتنظيمات أخرى كبوكو حرام الذي بايع داعش.
وأضاف الكاتب الليبي : “أعتقد أن سياسة الجزائر تقوم على احتواء بعض الجماعات والتواصل معها كجماعة بلحاج النافذة في العاصمة الليبية طرابلس وفي نفس الوقت ترفض أي تدخل عسكري خارجي خوفا من أي تداعيات قد تحصل وتنعكس على الداخل الجزائري وهي تتولى الملف الأمني في دول جوار ليبيا التي تجتمع دوريا ولكن يبدو أن الدوائر المحيطة بالرئيس لا ترغب في اية مواجهة مع تيار الإسلام السياسي رغم الرفض الشعبي العارم في الجزائر لهذه الجماعات وهي تكتفي بتأمين حدودها ومنشآتها النفطية القريبة من ليبيا ولا تريد استنزاف قدراتها العسكرية مرة واحدة وللجزائر علاقات متميزة مع قبائل الطوارق الذين يشكلون جزءا من النسيج الاجتماعي في ليبيا والجزائر ومالي، أما شقيق الرئيس فمن المعروف أنه رجل أعمال وقد تكون له علاقات تجارية مع بلحاج أو أطراف ليبية أخرى، فالجزائر تدرك مدى التواصل بين الجماعات الإسلامية في المغرب العربي وشمال أفريقيا وتحاول أن لا تصبح هدفا قادما لهذه الجماعات التي تستقطب الشباب والعاطلين وتستغل حالة الفقر في مناطق الأطراف وهو تحد حقيقي أمام الحكومة.
ويرى الدكتور عادل افكيرين الخبير الاقتصادي والأكاديمي الليبي، أن الجزائر استغلت حالة الفوضى والانفلات الأمني في ليبيا لتحقيق عدة أهداف أولها التخلص من العناصر الإرهابية المتواجدة على الأراضي الجزائرية والذين وجدوا في الحالة الليبية عامل جذب حيث المال والسلاح والتدريب.
وأوضح أفكيرين في تصريح خاص لبوابة العرب: “حقل غدامس للغاز في جنوب غرب ليبيا من أكبر حقول الغاز في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وهو يقع على الحدود الجزائرية وتستفيد الجزائر من هذا حيث تقوم بالسطو على الغاز الليبي بطريق آلية الشفط ومن ثم تقيم علاقات قوية مع الحكومة الموازية والجماعات الجهادية المسيطرة في طرابلس وتدعمها سياسيا وفي المحافل الدولية مقابل أن تغض هذه الجماعات عن حقل غاز غدامس”.
ويرى فايز العريبي الكاتب السياسي الليبي: “يبدو لي سعي الجزائر لعلاقات قوية مع الجماعات الجهادية في ليبيا محاولة من المسئولين الجزائريين لتحييد الجماعة الليبية المقاتلة والتي هي جزء من تنظيم القاعدة في المغرب العربي باعتبار أن بلحاج يملك الإمكانيات المالية الضخمة التي يمكن أن تدعم أي جهد لخلايا القاعدة في التحرك في الجزائر وأيضا توظيف الجغرافيا الليبية في أي دعم لوجستي لهذه الجماعات”.