زنقة 20 / الرباط
كشف التقرير السنوي لسنة 2022 الذي أصدره، الجمعة، المعهد الملكي الإسباني، تحولا في نظرة الإسبان تجاه التهديدات الخارجية.
ففي الوقت الذي كان الإرهاب يشكل التهديد الرئيسي لأغلبية الإسبان في السنة الماضية، وذلك حسب 54 في المائة مم سملهم استقراء للرأي، أصبحت روسيا تحتل الرتبة الأولى في قائمة التهديدات التي يواجهها الإسبان وذلك بنسبة 34 في المائة من المستجوبين.
وقد وضعت روسيا في صدارة القائمة بسبب تهديدها بغزو أوكرانيا عسكريا، وهو ما جعل الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا تستنفر قواتها تحسبا لحرب وشيكة.
لكن الأغرب في التقرير أن المغرب حل ثانيا في قائمة التهديدات الأجنبية لإسبانيا، بحسب ما يرى حوالي 20 في المائة من الإسبان، بينما تراجعت التهديدات الإرهابية إلى الرتبة الثالثة، حيث ترى نسبة 14 في المائة من الإسبان أنها تشكل التهديد الأساسي لهم.
وبحسب صحيفة “إلكونفيدناشال”، فإن الإسبان ظلوا دوما يعتبرون أن المغرب يشكل مصدر تهديد لهم، وهو ما تؤكده تقارير سابقة، أحدها وضع المغرب في الرتبة الأولى بنسبة 35 في المائة.
وأجرى المعهد بحثه بين شهري أكتوبر ونوفمبر 2021، وأمام هذه التهديدات الأجنبية، يرى حوالي 80 في المائة من الإسبان أنه في صالح إسبانيا البقاء في حلف الشمال الأطلسي، الناتو، ويعتقد ثلاثة أرباع المشاركين في الدراسة أن الوجود داخل حلف الناتو يمنح إسبانيا الأمن. كما تعتبر نسبة91 في المائة أن عضوية اسبانيا في الاتحاد الأوربي هو أمر مفيد.
ورغم غياب تحليلات وافية وشاملة حول الأسباب التي تجعل الإسبان يرون في المغرب مصدر تهديد لهم، إلا أن استقراء العلاقات التاريخية بين البلدبن يقدم بعض التفسير لسلوك الإسبان، فاستمرار العديد من المشاكل و الملفات العالقة مثل ملف المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية والجزر الجعفرية، و الأزمة الدبلوماسية والسياسية القائمة منذ أبريل الماضي بين المملكتين المغربية والإسبانية، إضافة إلى قضية الهجرة…كلها عوامل تفسر إلى حد كبير نظرة التوجس لدى فئة من الإسبان تجاه المغرب.