زنقة 20 / الرباط
انقضت اليوم الخميس (20/1/2022) السنة الأولى على وصول “جو بايدن” إلى البيت الأبيض بعد فوزه في انتخابات رئاسية مثيرة أدت إلى إزاحة رئيس الولايات المنحدة السابق دونالد ترامب من الرئاسة.
سنة كاملة كان خلالها خصوم الوحدة الترابية للمملكة المغربية يترقبون شيئا واحدا هو أن يتراجع الرئيس الجديد “جو بايدن” عن القرار الذي اتخذه سلفه ترامب والمتمثل في الاعتراف بمغربية الصحراء، وهو القرار الذي صدم أعداء الوحدة الترابية للمملكة وما يزال صدمهم بعد ما تأكد لهم أن الإدارة الأمريكية الجديدة لم تتراجع عن هذا القرار التاريخي.
مياه كثيرة جرت تحت الجسر منذ الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، فقد اشتد سعار المناوئين للوحدة الترابية للمملكة، إذ كثف النظام العسكري في الجزائر حملاته العدائية ضد المغرب إلى حد أنه قرر قطع علاقاته مع المغرب وإغلاق المجال الجوي أمام الطائرات المغربية.
ولم يكتف بذلك، بل ذهب إلى أبعد نقطة في عدائه بأن ظل يتحرش ضد المغرب، ويتهمه بكل ما تعانيه الجزائر من مشاكل وأزمات داخلية…
ولم تقتصر الحملة العدائية ضد المغرب على الجزائر، بل حتى بعض الأطراف الأوربية أزعجها الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، فقد سارعت المانيا إلى طلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لمناقشة “تطورات قضية الصحراء”.
من جهتها، عبرت إسبانيا ضمنيا عن انزعاجها من الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء وهو ما تجسد في غيابها عن مناورات “الأسد الإفريقي 2021” التي أقيم جزءا منها لأول مرة في الأقاليم الجنوبية، وجاء في التقرير الإسباني السنوي المقدم إلى البرلمان أن “اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على صحرائه في دجنبر 2020، “زاد من تعقيد الوضع”.
وإذا كانت الحملة العدائية للجزائر ضد المغرب أمرا “مفهوما” بحكم عدائها التاريخي للمغرب ، ومخاوفها من تنامي القوة الإقليمية للمملكة، فإن معاكسة دول أوربية للمغرب ومنها بعض حلفائه التقليديين لا يمكن تفسيره سوى بانزعاجها من كون المغرب اصبح في موقف قوة بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وهو ما لا تريده هذه الدول التي ترى مصلحتها في إدامة النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.