زنقة 20. مراكش
في مواجهة ظرفية استثنائية مطبوعة باستمرار تفشي جائحة (كوفيد-19) ومتحوراتها، وحلول السنة الجديدة 2022، تعمل مصالح الشرطة عبر مختلف أرجاء التراب الوطني، كما على صعيد مدينة مراكش، على قدم وساق للقيام بمهامها النبيلة على أكمل وجه، المتمثلة في تأمين وحفظ الأمن، متحلية بدرجة عالية من اليقظة والحضور الميداني، والالتزام.
وفي هذا الاتجاه، لم تدخر مصالح الشرطة بالمدينة الحمراء، بجميع تخصصاتها، في تفان كامل ونكران للذات، جهدا من أجل توفير الوسائل، لكي تكون في مستوى فرض، كما يجب، الاحترام التام للقوانين والإجراءات التنظيمية الجاري بها العمل، هاجسها الوحيد هو الحفاظ على المكتسبات التي حققها المغرب في مجال محاربة فيروس كورونا المستجد، وتأمين وقاية وسلامة المواطنين وممتلكاتهم، وذلك على الرغم من إلغاء وحظر جميع التظاهرات والاحتفالات بحلول السنة الجديدة، واعتماد حظر تجول ليلي ابتداء من منتصف ليلة 31 دجنبر.
وبالفعل، إن انخراطا من هذا القبيل من طرف الشرطة، على غرار ما يجري على الصعيد الوطني، ليس أمرا “استثنائيا” أو مرتبطا بهذه الظرفية الخاصة، بقدر ما يتصل بالمهام “اليومية والمستمرة”، بل وحتى “الروتينية” لكافة أطر وموظفي الشرطة، الذين ما فتئوا يقدمون الكثير من التضحيات، بحس مرتفع من المسؤولية والمواطنة، خدمة لراحة المواطن، والحفاظ على الأمن، وطمأنينة واستقرار المملكة، تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وفاء منهم لمقدسات المملكة، وشعارها “الله، الوطن، الملك”.
ومن أجل المزيد من الفعالية والسرعة في حال التدخل، أعدت مصالح الشرطة بمراكش، في إطار تفعيل توجيهات المديرية العامة للأمن الوطني، ببراغماتية ومهنية، “استراتيجية” أمنية مندمجة، ترتكز على القرب والاستباقية، في أفق تأطير كافة تراب المدينة، من خلال حضور معزز للشرطة في المناطق الحيوية، والمواقع الاستراتيجية، دون إغفال العمليات الأمنية الميدانية المنفذة في مختلف أحياء المدينة.
ويتعلق الأمر، في نهاية هذه السنة، بالسهر بدقة على الامتثال للتدابير التي أقرتها الحكومة في 20 دجنبر والخاصة بليلة رأس السنة الجديدة، والتي تشمل “منع جميع الاحتفالات الخاصة برأس السنة الميلادية”، و”منع الفنادق والمطاعم وجميع المؤسسات والمرافق السياحية من تنظيم احتفالات وبرامج خاصة بهذه المناسبة”، و”إغلاق المطاعم والمقاهي على الساعة الحادية عشر والنصف ليلا”، و”حظر التنقل الليلي ليلة رأس السنة من الساعة الثانية عشر ليلا إلى الساعة السادسة صباحا”.
ومكنت جولة ليلية قام بها فريق من لقناة، عبر (M24) التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، في مختلف الشوارع والمواقع الاستراتيجية بمراكش، على غرار شارع محمد السادس، ومنطقة أكدال، وساحة جامع الفنا الشهيرة، وشارع محمد الخامس، والشوارع الكبرى، من معاينة الترتيبات الأمنية التي تم اتخاذها، مع تعبئة المديرية العامة للأمن الوطني لوسائل بشرية ولوجستية هامة.
وتمت، في هذا الصدد، إقامة العديد من السدود القضائية، ونقط المراقبة في مختلف أرجاء المدينة، مع تعزيز تلك الموجودة سلفا على مستوى مداخل مراكش، فضلا عن تعبئة مختلف الفرق من أجل السهر بعناية على حفظ أمن الأشخاص والممتلكات، وعلى احترام التدابير الصحية الوقائية الرامية إلى اجتثاث جائحة فيروس كورونا المستجد.
وبلغت هذه اليقظة وهذا الانخراط ذروتهما في صفوف “أبطال الواجب الوطني” الذين يوجدون في الصفوف الأمامية في الحرب ضد كوفيد-19 منذ ظهورها في مارس 2020، وينتظر أن يمروا إلى السرعة القصوى في هذه الظرفية الاستثنائية، في تضحية “قل نظيرها” من قبل هؤلاء الرجال سواء بالزي الرسمي أو المدني، متحدين الظروف المناخية الشتوية القاسية، كما يواجهون خطر الإصابة بالفيروس، ودون أن يترددوا في الاستعانة بمهاراتهم وبراعتهم في مواجهة كافة المخاطر.
وعلى طول المسار الذي قطعه طاقم التصوير التابع لقناة (M24) ليلة 31 دجنبر، كان حضور الشرطة باديا للعيان، وكافة موظفي الشرطة في حالة يقظة، وتعبئة على مستوى السدود القضائية، ونقط المراقبة المتنقلة والثابتة، مع التأهب لأي تدخل محتمل من أجل حفظ الأمن والنظام العام، وتذكير الخارجين عن جادة الصواب بضرورة احترام القوانين الجاري بها العمل.
وبعيدا عن أي “ارتجال”، يسهر كل واحد من عناصر الأمن على التطبيق الحرفي للتعليمات التي توصل بها، وتنفيذ مهامه تحت الإشراف المباشر لوالي الشرطة، والمراقبة الفعلية لمجموعة من الضباط السامين من المديرية العامة للأمن الوطني المعبئين في هذا الظرف، بهاجس تأمين مرور انسيابي إلى السنة الجديدة، والحفاظ على الدوام على معادلة “هشة” بين ضرورة تأمين احترام القوانين الجاري بها العمل، والتصدي لأي تجاوز، وحماية حقوق وحريات المواطنين.
إنه مجهود جبار يتجسد في الواقع من خلال مهام نبيلة ومواطنة، وإنسانية في خدمة أمن واستقرار المملكة في عالم ممزق حاليا، وهو ما يستحق الكثير من التقدير، والاحترام الكبير، والاعتراف العميق من قبل المواطنين، الفخورين بمؤسسة للشرطة تتميز ب”الكفاءة” لرفع التحديات الحالية والمستقبلية، بما يتماشى مع التطورات “المدنية” و”المواطنة”.
وصرح عميد الشرطة الممتاز، رئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمراكش، السيد أنور الزوين، لقناة (M24) بأن “ولاية أمن مراكش وضعت، بمناسبة حلول السنة الجديدة 2022، استراتيجية ترتكز على تعليمات المدير العام للأمن الوطني، حتى يتم المرور إلى السنة الجديدة في ظروف ممتازة”.
وأوضح السيد الزوين أن هذه الاستراتيجية تعتمد، طبقا لمخطط عمل يرتكز على توجيهات والي أمن مراكش، على المشاركة الفعلية والانخراط على الميدان في العملية الأمنية لمختلف مكونات الشرطة (الأمن العام، الشرطة القضائية، شرطة المرور..)، مسجلا أن الهدف يتمثل في التطبيق الصارم للتدابير المناسبة، سواء من حيث الوقاية من الجريمة، وإذا اقتضى الأمر، زجرها طبقا للقانون الجاري به العمل.
وأضاف السيد الزوين أن مدينة مراكش، باعتبارها وجهة سياحية رئيسية ستعرف تدفقا معتبرا من قبل الزوار من العديد من مدن المملكة، مما يتطلب السهر بدقة على احترام الإجراءات الأمنية، خاصة بعد أن قررت السلطات العمومية، في إطار محاربة تفشي فيروس كورونا، إغلاق المحال التجارية، والمقاهي والمطاعم على الساعة الحادية عشر والنصف ليلا، يليها حظر للتنقل الليلي من الساعة الثانية عشر ليلا إلى الساعة السادسة صباحا.
وخلص إلى أن الشرطة القضائية، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من شرطة مراكش، تعمل بلا هوادة من خلال مختلف فرقها، عبر حضور “فعلي” و”معزز” في الفضاءات العمومية، قصد تجسيد هذه الاستراتيجية الأمنية، التي تقوم على الفعالية والسرعة، والبراغماتية، بشكل يضمن الوقاية من الجريمة ومحاربة جميع أشكال الانحراف.