زنقة 20. الرباط
يعتبر العديد من الملاحظين السياسيين أن حرص عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، على العودة بقوة وبأية طريقة كانت إلى دائرة الأضواء، عبر بوابة المؤتمر الوطني الاستثنائي لحزب العدالة والتنمية المقرر عقده يوم غد السبت30 أكتوبر، يعكس رغبة بن كيران في الانتقام من خصومه داخل الحزب، الذين انخرط معهم، مؤخرا، في معارك كلامية، وإعادة الاعتبار لنفسه بعد إعفائه من تشكيل حكومة2016، وفشله في توحيد الحزب تحت إمرته.
وبرأي هؤلاء، ومنهم الباحث الأكاديمي وأستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري، عمر الشرقاوي، فإنه إذا نجح بن كيران في العودة إلى قيادة حزب العدالة والتنمية، فإن ذلك سيكرس تراجع الحزب في المشهد السياسي، خاصة وأنه تكونت لدى الرأي العام الوطني صورة سلبية عن بنكيران باعتبار أنه فشل في قيادة الحكومة في الفترة ما بين2011، و2016، حيث كانت حكومته مسؤولة عن اتخاذ العديد من القرارات اللاشعبية، التي لم يحس بها المواطنون سوى في2021، حينما عاقبوا حزب العدالة والتنمية انتخابيا.
و أشار الشرقاوي، في هذا الصدد في تدوينة له، أن عودة بن ميران إلى قيادة الحزب لن تكون فأل خير للحزب بسبب التراكم السلبي لبنكيران في تدبير الشأن الحكومي.
بالمقابل، يرى إدريس الكنبوري، الباحث الأكاديمي والمتخصص في الجماعات الإسلامية والفكر الإسلامي، أن حزب العدالة والتنمية بعد الهزيمة التي مني بها في انتخابات ثامن شتنبر، بحاجة إلى شخصية ذات كاريزما وتاريخ لإنقاذه واعادة رص صفوفه واستعادة خطابه التقليدي الذي تأثر كثيرا بعد عقدين من التدبير الحكومي المطبوع بالفشل.
وأضاف الكنبوري، في حديث لجريدة Rue20 الإلكترونية، أن هذه المواصفات لا تتوفر سوى في شخص عبد الأله بنكيران، الذي لا يزال يحظى بشبه إجماع في الحزب حوله كشخصية فوق الخلافات الداخلية بحيث يعتبر اليوم بمثابة الأب الروحي للحزب الذي يفتقد اليوم إلى بوصلةوالذي كان من آثاره استقالة مصطفى الرميد.
وأوضح الكنبوري، أنه رغم أن صورة بنكيران تأثرت كثيرا بسبب التدبير الحكومي السيء، وصورة الحزب أيضا نظرا لما طبع حكومة العثماني، ولكن الرجل لا يزال يحظى بنوع من التأثير بسبب قدرته على المناورة وممارسة الديماغوجيا، وهما ميزتان لكل سياسي ناجح في المغرب.