ثورة الإنترنت. هكذا أثر الفايسبوكيون المغاربة في قرارات الحكومة

0

زنقة 20 . الرباط

شن نشطاء الفايسبوك المغاربة حملة للضغط على شركات الاتصالات لرفع الحضر على خدمات الاتصال الصوتي عبر واتسآب وسكايب وفايبر، وهذا بعد توسيعها عملية الحظر لتطال مشتركي الإنترنت عبر ADSL بعدما كانت تشمل فقط خدمات 3جي و4جي.

وخسرت شركات الاتصالات منذ أمس حوالي 400.000 ألف متابع على لصفحاتها على الشبكات الاجتماعية، وهو عدد ما زال في الارتفاع، حيث يهدف النشطاء لدفع الشركات إلى ”الاحتفال من جديد بمليونها الأول”، ما يعني خسارة أكثر من 3 ملايين متابع، وهو ما يوضح قوة الشبكات الاجتماعية في التأثير.

بعد حملة قوية أخرى على الشبكات الاجتماعية، أطلقت السلطات المغربية في الـ 8 من فبراير الجاري سراح شاب اعتقل قبلها على إثر نشره لفيديو على الإنترنت وثق فيه “الغش والتلاعب” الذي عرفته عملية تجهيز إحدى الطرق بمنطقة “جمعة السحيم” بآسفي، والتي قال إنها “مغشوشة”.

وقبل أيام أيضاً على ذلك أيضاً، أعلنت مجموعة “سهام” للتأمينات، والمملوكة لوزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي حفيظ العلمي، عن وقف تنفيذ اتفاقية للتأمين الفلاحي تغطي المخاطر المناخية لصالح الفلاحين، كانت الشركة قد وقعتها مع وزارة الفلاحة والصيد البحري.

وذكرت الشركة في بيان لها أن تراجعها عن تنفيذ الاتفاقية جاء من أجل “على إثر الجدل الذي جاء بعد توقيع الاتفاقية”، حيث احتج النشطاء لكون الشركة مملوكة لوزير في الحكومة، وهو ما اعتبروه “استغلال نفوذ”.

تراجع شعبية شركات الاتصال على الشبكات الاجتماعية، أو إطلاق سراح الشاب المعتقل، أو حتى إلغاء مجموعة “سهام” لاتفاقيتها مع الحكومة، ليست سوى نماذج أخرى “لانتصار” نشطاء فيسبوك المغرب، والذي أصبح وسيلة ضغط قوية لجعل أي جهة تتراجع عن قرار أو تبني وجهة نظر ما.

ما فتئ رواد الشبكات الاجتماعية في المغرب يحتجون على إهمال طريق “تيزي ن تيشكا”، أو طريق الموت كما يحب البعض تسميتها، وهي الطريق الضيقة التي تربط ما بين مدينتي مراكش وورزازات، والشهيرة بخطورة منعراجتها وكثرة حوادثها.

لكن ما أجج الغضب ووصل حد المطالبة باستقالة وزير النقل عزيز الرباح هو حادثة سير اعتبرتها الصحافة المغربية الأكبر في تاريخ المنعرجات، حيث قتل أكثر من 40 شخصاً وجرح 24 بعد سقوط حافلة في منحدر بطريق “تيزي ن تيشكا”.

بسبب غضب واحتجاج الشباب، سارعت وزارة النقل إلى إصلاح الطريق أيام مباشرة بعد حادثة السير التي أودت بحياة أكثر من 40 شخصاً.

في منتصف 2015 أعفي كل الحبيب الشوباني، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، إضافة إلى سمية بنخلدون، الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر في الحكومة.

وخلق الوزيران سمية بنخلدون والحبيب الشوباني الجدل بعدما قررا الزواج، خصوصاً وأن الوزير متزوج وله أبناء، بينما سيتبين لاحقا أن الوزيرة كانت حديثة طلاق بعد زواج دام لأكثر من عقدين، ما حوَّل قصتهما إلى قضية شغلت رواد فيسبوك، حيث انقسموا بين مؤيد للوزيرين وساخر منهما، بعد أن أصبح لقبهما “الكوبل الوزاري”.

نشطاء الشبكات الاجتماعية المغاربة لم يتركوا جملة “جوج فرنك” التي نطقت بها الوزيرة شرفات أفيلال دون أن تثير موجة غضب عارمة، فأثناء سؤالها عن المعاشات التي يتلقاها البرلمانيون والوزراء بعد مغادرتهم مناصبهم، قللت الوزيرة من قيمة المبلغ واصفة إياه بـ”2 فرنك” وهو تعبير يدل على المبلغ الزهيد في الثقافة المغربية، ما أجج غضب نشطاء فيسبوك.

ويتداخل الإعلام الجديد والصحافة أحياناً في خلق التغيير، ما يطرح التساؤل عن من يؤثر في الآخر، الصحافة أم الإعلام الجديد؟ .

حسب شامة درشول المستشارة في التدريب وتطوير الإعلام، فإن الصحافة لا تغير، بل تخبر، فـ”المواطن من يخلق مبادرة التغيير عبر التغريد والمشاركة والتعليق والإعجاب، عندئذ تشرع الصحافة في ممارسة عملها وهو التحدث عن ذلك”.

وتضيف أنه عادة ما يبدأ الأمر بصحافة الإنترنت؛ لأنها أكثر استقلالية، فإذا ما زاد النقاش والضغط انتقل الأمر إلى مختلف المنصات الأخرى.

عن “هافنغتون بوست”

قد يعجبك ايضا
النشرة الإخبارية الأسبوعية
اشترك في النشرة الإخبارية لدينا من أجل معرفة جديد الاخبار.
تعليقات
تحميل التعليقات...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد