زنقة 20. وجدة
صادق مجلس جهة الشرق، المجتمع اليوم الإثنين برسم أشغال الدورة العادية لشهر يوليوز 2021، بالإجماع، على التصميم الجهوي لإعداد التراب، الذي يعتبر وثيقة مرجعية من شأنها هيكلة التنمية الجهوية لفترة تمتد ل 25 سنة.
وكان التصميم الجهوي لإعداد التراب، الذي أعده مكتب للدراسات تحت إشراف وبتنسيق مع ولاية جهة الشرق ومجلس الجهة، على رأس جدول أعمال الدورة العادية الأخيرة للمجلس في ولايته الحالية، التي انعقدت برئاسة رئيس المجلس عبد النبي بعيوي وبحضور، على الخصوص، والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة – أنكاد، معاذ الجامعي.
وحسب عرض قدم بالمناسبة، يأتي التصميم الجهوي لإعداد التراب لجهة الشرق استجابة للمقتضيات القانونية ذات الصلة، ووضع إطار مرجعي للتدخل لكافة الفاعلين بالجهة، بالإضافة إلى بلورة وثيقة موحدة لتعبئة القوى الحية الجهوية.
ويتضمن هذا المشروع الذي يمتد إلى غاية سنة 2045 ما مجموعه 208 مشاريع و126 إجراء ، ستتطلب غلافا ماليا إجماليا يفوق 106 مليارات درهم.
ويرتكز التصميم الجهوي لإعداد التراب على رؤية تتمحور حول 7 مجالات، و25 اختيارا استراتيجيا و 60 محورا ذا أولوية. ويهدف إلى جعل جهة الشرق في أفق سنة 2045 جهة مندمجة تثمن رأسمالها البشري وتجذب انتباه ساكنتها وجاليتها المقيمة بالخارج وزوارها، عبر التوفر على بنية حضرية منظمة توافق بين المدن والقرى.
وتكمن باقي أهداف رؤية التصميم الجهوي لإعداد التراب في إرساء جهة تتجاوز عزلتها وسهلة الولوج، تكون نموذجية من حيث الاستدامة وذكية ونشيطة ذات اقتصاد متنوع ومتفوق، ومسيرة بحكامة يفتخر بها سكانها وجاليتها، وذات إشعاع ونفوذ، ومنفتحة على الخارج.
وأكد السيد بعيوي، في كلمة بالمناسبة، أن الدورة الأخيرة للمجلس تشكل تتويجا لمسار غني من العمل المشترك، وتمرينا تشاركيا تميز بإعداد أهم وثيقة مرجعية للتهيئة المجالية لمجموع تراب جهة الشرق.
وأضاف أن التصميم الجهوي لإعداد التراث يشكل بذلك وثيقة تنموية بامتياز تتعلق بإعداد التراب، والذي يندرج ضمن الاختصاصات الذاتية لمجلس الجهة، مسجلا أنه من وجهة نظر استراتيجية فإن هذا التصميم الجهوي يهدف أساسا إلى تحديد الحاجيات الضرورية في ما يخص البنيات التحتية الأساسية والاختيارات المتعلقة بالتجهيزات والمرافق العمومية الكبرى المهيكلة، إلى جانب تحديد مجالات المشاريع الجهوية، وبرمجة إجراءات تثمينها.
وأكد السيد بعيوي أن هذا التصميم يتماشى مع الإطار التوجيهي العام في مجال إعداد التراب، ويأخذ بعين الاعتبار التقاطعات المفصلية بين هذه الوثيقة ذات الطابع الترابي والتقرير العام للنموذج التنموي الجديد، بهدف جعل الجهة وعاء للتنزيل الأمثل للسياسات القطاعية الحكومية في تناغم مع رؤية مجلس الجهة.
وأشار إلى أن الأعضاء الحاليين لمجلس الجهة كان لهم شرف الإسهام في المرحلة المؤسسة لمسلسل الجهوية المتقدمة، ما مكنهم من إعداد العديد من الوثائق ذات الطابع التنموي، فضلا عن العديد من الاتفاقيات والعقود، وذلك وفق مقاربة تشاركية ترتكز على التواصل والتشاور والحوار، بغاية ضمان التنسيق بين المشاريع والبرامج والاستجابة لانتظارات ساكنة جهة الشرق.
وتابع السيد بعيوي أن هذه الدورة العادية تشكل محطة بارزة في التخطيط الإستراتيجي، بهدف ضبط وتأطير مسار تنمية الجهة، مسجلا أن التصميم الجهوي لإعداد التراب كان ثمرة مسلسل للتشاور والمشاركة فسح المجال لمختلف الفاعلين المؤسساتيين والمجتمع المدني، بما في ذلك الشباب والتلاميذ، عبر ورشات للتشخيص التشاركي ومختلف اللقاءات والأنشطة.
وأشار إلى أنه منذ البدء، حرص مجلس الجهة على الإعداد الجماعي والمشترك للتصميم الجهوي لإعداد التراب، لتكون وثيقة في مستوى التطلعات على المستوى الجهوي والوطني والمتوسطي والقاري، تأخذ بعين الاعتبار الحاجيات الحالية والمستقبلية لجهة الشرق.
وأعرب السيد بعيوي عن تجند جميع مكونات مجلس جهة الشرق وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس لإنجاح مسلسل التنمية الشاملة بالمملكة، وانخراطها في الدفاع عن القضايا الوطنية العادلة.
وتميزت أشغال هذه الدورة العادية بدراسة والمصادقة على العديد من اتفاقيات الشراكة، لاسيما ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي والرياضي والتربوي.