خبير في علم الإجتماع يفسر أسباب تفوق الإناث على الذكور في الباكلوريا

زنقة 20 | متابعة

سجل المغرب في الآونة الأخيرة ، تفوقا ملحوظا للتلميذات في مختلف المستويات التعليمية، مقابل تراجع مستمر للذكور، آخر مؤشرات هذا التباين، هو أنه من أصل 10 أعلى معدلات بكالوريا 2021، نجد هناك 8 إناث.

وفي محاولة لتفسير الأمر، قال علي الشعباني، أستاذ علم الاجتماع، إن هذه الأرقام غير مفاجئة، خاصة للعاملين بالحقل التعليمي، سواء الأساسي أو الثانوي أو الجامعي، ذلك أن الذي يرغب في التفوق والنجاح هن الإناث، وهن الآن تحصدن ما زرعن، بفضل كفاحهن وبذلهن للجهد وصبرهن أكثر من الذكور.

وأوضح الشعباني، أن 55 بالمائة من الحاصلين على الباكلوريا هن من الإناث، مبينا أن هذه الأرقام تعكس واقع الحال، خاصة وأن نسبة تمدرس الفتيات مرتفعة، ولذلك من الطبيعي أن تعكس النتائج هذا الارتفاع.

ومن واقع التجربة، يقول الشعباني، درّست بعض الفصول التي هي مائة بالمائة فتيات، ولا يوجد بها أي ذكر، ومن الفصول من تصل نسبة الإناث بها إلى 98 بالمائة كما هو حال المعهد العالي للصحافة والإعلام، ومنها من تصل النسبة إلى 80 بالمائة على الأقل كما هو حال معهد الصحة لتكوين الممرضين والممرضات، وغيرها من مؤسسات التعليم العالي.

وعن سر تفوق الإناث، قال الأستاذ الجامعي، إن المرأة حديثة الخروج إلى العمل والدخول إلى المعاهد ببلدنا مقارنة مع دول أخرى، والداخل لكل مجال جديد يتحلى بالحماس والمنافسة والرغبة في إثبات الذات والتفوق، في حين أن الذكور نتيجة لتاريخ طويل من الهيمنة قد أصابهن الوهن، سواء في العمل أو الدراسة أو الأدوار التقليدية التي كانوا يقومون بها.

وعن إمكانية التنبؤ بتأثير هذه التحولات على الأسرة والمجتمع المغربي عامة في المستقبل، أفاد الشعباني، أنه لا يمكن المجازفة بتقديم تحليل لمآل هذه التحولات دون التوفر على دراسات ميدانية وعلمية، ترصد هذه التحولات وتأثيرها على مختلف المكونات والمجالات.

وشدد المتحدث ذاته، أن الدور موكول لمراكز البحث العلمي والجامعات والمؤسسات الدستورية المعنية بالمجال التربوي والاجتماعي والاقتصادي لدراسة هذه التحولات وتأثيرها المستقبلي، خاصة، يقول الشعباني، وأن بلوغنا لـ 70 كنسبة نجاح الإناث مقارنة مع الذكور لم تعد بعيدة، وسنستمر في هذا الاختلاف في المدى القريب والمتوسط.

وخلص الأستاذ الجامعي، إلى أن المطلوب من السياسات العامة هو تطوير المجتمع، وهذا الأمر وفق الباحث الاجتماعي، يقوم على ركائز عدة من أهمها ضمان تكافؤ الفرص والتساوي في الأعمال والتعليم بين الجنسين، وليس تفوق جنس على آخر أو هيمنته عليه.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد