زنقة 20. الرباط
بينما تتدافع الأحزاب المغربية حول نقاشات فارغة كتوزيع القفف و البكاء على حالها، تشهد الدبلوماسية الحزبية تراجعاً مخيفاً، يطرح علامات إستفهام كبرى.
وأمام التطور السريع للأزمة الدبلوماسية و السياسية التي تعصف بالعلاقات المغربية الإسبانية، بسبب التعامل الحكومي والقضائي الإسباني مع قضية زعيم التنظيم الإنفصالي للبلوليساريو، بدا بشكل جلي أن الدبلوماسية الحزبية التي كان زعماء الأحزاب السياسية المغربية يقودونها إلى حدود تسعينيات القرن الماضي، قد أقبرت ولم يعد لها وجود.
المتتبع للشأن السياسي الحزبي، بعلاقته مع التطورات الإقليمية والدولية التي يكون المغرب طرفاً فيها، يلاحظ الغياب الكلي للدبلوماسية الحزبية المغربية وإستقالتها الكلية من القيام بدورها، في الوقت الذي تصنع القيادات الحزبية في بلد كإسبانيا، الحدث سواء كانت في الحكم أو في المعارضة بمواقفها في القضايا الدولية والمرتبطة ببلدها على وجه الخصوص.
و بالعودة إلى الأزمة الدبلوماسية والسياسية التي نشبت مؤخراً، بادر الحزب الشعبي الإسباني إلى دعوة حكومة الإشتراكيين ، محاولاً ملء الفراغ الموجود في العلاقات بين المغرب وإسبانيا بالقرارات المثيرة للجدل للأغلبية الحالية بقيادة الاشتراكي بيدرو سانشيز.
و يخشى الحزب الشعبي الإسباني من أن يتحول فشل السياسات الداخلية للحكومة الحالية إلى فشل في السياسة الخارجية ، بعد التوتر المتزايد مع المغرب.
يقلق الشعبيون من التأثير السلبي للحزب، شريك سانشيز ، على العلاقات التاريخية بين المملكتين.
و إستبق الحزب الشعبي الإسباني ااأحزاب المغربية في تحريك الدبلوماسية الحزبية في البلدين، حيث حثت المجموعة البرلمانية لذات الحزب الشعبي الحكومة المركزية على توضيح طبيعة التوتر الذي نشب فجأة ليطفو على العلاقات الثنائية بين إسبانيا والمغرب وما إذا كانت ستعمل على تحسينها.
و ذكر الحزب الشعبي الإسباني في مراسلته للحكومة، بالتأجيل المستمر للإجتماع الرفيع المستوى بين الرباط ومدريد، دون تحديد موعد جديد.
جدير بالذكر، أن العلاقات المغربية الإسبانية عرفت منذ أيام، توتراً وجموداً مرشحة للتدهور خصوصاً في شق التعاون الأمني والإستخباراتي، دخول زعيم تنظيم البوليساريو إبراهيم غالي مستشفى بمدينة سرقسطك بعوية جزائرية مزورة.
ويرى متتبعون أن تدهور العلاقات المغربية الإسبانية، ستكون مادة دسمة للساسة بالجارة الشمالية، بل وتتجه لتصبح قضية أساسية للتدافع السياسي بين الفرقاء السياسيين.