كلنا أبناء خديجة مربية الدجاج
بقلم : المصطفى المريزق
تحية رفاقية لك أمي خديجة مربية الدجاج..
تحية حب و احترام و تقدير لكل الرفيقات مربيات الدجاج و الأرانب و المعز.. في كل بوادي الوطن..و بعد،
قبل الحديث عن ما كتبه الصحفي بوعشرين عن خديجة مربية الدجاج، لا بد من الإشارة إلى كون متغيرات التعليم و التحضر و التصنيع و غيرها لها دور أساسي في تكوين شخصية الإنسان. لكن من الناحية البيولوجية فإن السن الذي ينضج فيه الفرد جنسيا يجب أن يصاحبه النضج العقلي.
إن نعت الياس العمري بابن مربية الدجاج، مباشرة بعد إسدال الستار عن الدورة الأولى للمجلس الوطني الذي انتخبه أمينا عام لحزب الأصالة و المعاصرة، لا يمكن اعتباره سوى انفصاما بين النضج الجنسي و العقلي، أو فشلا في علاج الاضطرابات النفسية.
لقد قال يوما ما جوزيف بوليتزر (مؤسس علم الصحافة الحديثة، وعميد “النيويورك ورلد”):”إن كل ذكاء في حاجة إلى من يتعهده، وأن الأخلاق الصحفية ملزمة للصحفي، ولا يمكنها أن تكبر وتنمو من دون علم و تجربة”.
و في كتابها “المرأة بين التعليم و التشغيل”، اختارت فاطمة الزهراء أزرويل نموذج العلامة المختار السوسي الذي تحدث عن والدته التي نشأت في بيت علم و نالت حظا من العلوم الدينية، و تحملت مسؤولية تعليم أبنائها قائلا عنها: ” هذه والدتي، كانت أول معلمة للنساء في إلغ، و مهذبة البنات في دار والدي، فيها انتشر من ذلك فيهن، أفيجمل بنا أن نتخطاها لأنها امرأة، و متى عهد منا احتقار المرأة إلى هذا الحد؟”.
هكذا عاشت المرأة القروية عبر التاريخ، حالة مشينة، اقتصاديا و اجتماعيا و حقوقيا، و كان تبرير الموقف السلبي منها تبريرا دينيا، و ظلت المساواة مطمحا نحو تحسين وضعها الاجتماعي و نيل اعتبارها و مكانتها الحقيقية في المجتمع.
و إذا كنا لا نريد الخروج عن السياق الذي اخترناه للكلام عن بوعشرين، فهو مطالب بالاعتذار ليس لإلياس العمري، بل لأمه أولا، و لكل القرويات و الريفيات و الجبليات و الأطلسيات و الجنوبيات مربيات الدجاج و مربيات الأرانب و مربيات المعز، و أن ما كتبه هو سبة ناتجة عن غضبه الشديد من نجاح مؤتمر البام الذي كان بوعشرين و جوقته من بين عشرات الأقلام الحاقدة التي تنتظر فشله في الظلام قبل طلوع الشمس.
إن سب و شتم المناضلين بمهن الوالدين شيء ينم عن المراهقة الصحفية، و عن حقد دفين لحزب الأصالة و المعاصرة الذي نعت مؤتمره الصحفي المذكور بمؤتمر “الوزيعة”، و هو يؤكد بقوله هذا انه “صحفجي” كذاب و “مخلوع” من الضوء اللامع القادم الذي تنير طريقه القيادة الجديدة الذي انتخبها الحزب ديمقراطيا. إنه طريق الديمقراطية والحداثة الذي رضعناه من ثدي أمهاتنا القرويات الريفيات و الجبليات و الأطلسيات و الجنوبيات مربيات الأطفال و الدجاج و الأرانب و المعز.
“إبن مربية الدجاج”، سبة صبيانية للمرأة البدوية و القروية، لشغل الرأي العام الوطني عن القضية المرتبطة بمشروع حزب الأصالة و الديمقراطية و تجلياته في المغرب، و التشويش على نجاحه و خلاصاته و تموقعه الشعبي و الجماهيري. و هو ما أخرج بوعشرين من قمقم الظلام باحثا عن أوراقه المحروقة في وسط مزبلة التاريخ.
إن مربيات الدجاج و الأرانب و المعز، اللواتي ثابرن، سهرن على تربية و تكوين آلاف الأطر التي يوجد بعضا منها اليوم في مراكز القرار و في المربع الضيق للحكم..و كان مغربهم العميق نائي من دون ماء و لا كهرباء إلى غاية نهاية القرن العشرين.
إن نعت أحدا منا بمهنة أمه قد يكون أمرا عاديا إن كنا نقصد به الحديث عن فئة اجتماعية ما، قصد تسليط الأضواء عليها كظاهرة اجتماعية أو تفكيكها و إيجاد الحلول الناجعة لها، لكن ما كتبه الصحفي توفيق بوعشرين سبة لن يزيد إلا تعاطفا و تقديرا و احتراما للأمين العام الوطني لحزب الأصالة و المعاصرة.
و مهما يكن، سنبقى نرحب بالرياح و نبتسم للحرية و نهدي للمناضلات و الأمهات مربيات الأطفال و الدجاج و الأرانب و المعز وردة حمراء..
سنظل نغني للحياة و للجمال و للحب، و نعزف لحن الأمل و نرسم اللوحات و نلونها بأصالة فنية تضيء وجه كل الأمهات مربيات الدجاج و الأرانب و المعز.. ندافع على الكلمة الحرة ضد الجهل و الظلام، لنرفع راية الفكر و حرية التعبير ضد ” الصحفجية” و جوقتهم.