زنقة 20. الرباط
موازاة مع ارتفاع عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا المستجد في المغرب، وتفاعلا مع ما شهدته بعض الدول الأوروبية على الخصوص من ارتفاع قوي في عدد الإصابات والوفيات وتدابير للحجر الصحي، أطلق مواطنون مغاربة هاشتاغ “بقى فدارك” (الزم بيتك) في دعوة “محمودة” لتجنب تفشي الفيروس على نطاق واسع بالمملكة.
وسواء من خلال الصور الفوتوغرافية، أو التصاميم الانفوغرافية، أو مقاطع الفيديو، حفلت العديد من المجموعات بمواقع التواصل الاجتماعي المغربية بدعوات “جدية” للزوم البيت ما أمكن لحماية النفس والغير من انتشار فيروس خلف الآلاف من الوفيات ومئات الآلاف من المصابين اضطرت معها العديد من الدول لفرض حجر صحي جزئي أو كلي لتفادي تفشيه.
وتتزامن هذه الدعوات “المواطنة” مع قرار وزارة الداخلية منع جميع التجمعات العمومية التي يشارك فيها 50 شخصا فما فوق، حتى إشعار آخر، وكذا مع دخول قرار الحكومة المغربية توقيف الدراسة في مختلف المؤسسات التعليمية بجميع مستوياتها بدءا من رياض الأطفال إلى الجامعات، حيز التنفيذ بدءا من اليوم الاثنين، وهو ما يعني إعفاء التلاميذ والطلبة والمتدربين الذي يعدون بالملايين من التوجه للمؤسسات الدراسية.
وتم تسجيل إحداث العديد من المجموعات “الفيسبوكية” المغربية، من قبيل “لنتحد ضد كورونا”، و”بقا فدارك تنقذ حياتك”، تضم الآلاف من مستخدمي الموقع، الذين يتناقلون عبرها صورا ورسائل توعوية تحث على الحرص ما أمكن على البقاء في بيوتهم وعدم الخروج منها إلا إلى العمل أو قضاء غرض ضروري.
وفي تأكيد على أهمية هذا الإجراء في التقليص من حالات العدوى بالفيروس، لجأ بعض المستخدمين إلى استحضار ما وقع في إيطاليا التي سجلت أكبر عدد من الوفيات والإصابات بالفيروس بعد الصين، حيث أشار ملصق توعوي تم نشره على نطاق واسع إلى أن عدد الإصابات في هذا البلد انتقل في ظرف 15 يوما فقط من 270 حالة إصابة إلى ما يفوق 21 ألف حالة إصابة. وأكد مصمم الملصق في هذا الصدد، على ضرورة “الانضباط والالتزام” بالتدابير الاحترازية والوقائية من الفيروس، وعلى رأسها ملازمة البيت قدر الإمكان.
وفي ملصق توعوي آخر، تصدرته بالبنط العريض عبارة “خليك فالدار”، أكد مصممه أن “الواجب الوطني يحتم علينا المكوث في المنزل خلال الأسبوعين المقبلين واتباع تعليمات وزارة الصحة”، ورمى الكرة في ملعب المواطنين بعبارة “خليك فالدار.. أسبوعين فقط ولك القرار: إما انتشار وإما انحسار”.
رسائل توعوية أخرى تؤدي المعنى ذاته تم تداولها على مواقع التواصل جاء فيها بلغة دارجة “بقا فدارك.. تحمي راسك وتحمي غيرك”، “بقا فدارك.. بعزلك لنفسك تعزل كورونا”، في تأكيد على ضرورة اتباع نصائح منظمة الصحة العالمية بضرورة تجنب الاتصال المباشر بين الأشخاص واحترام مختلف الإجراءات الوقائية.
ولجأ العديد من المواطنين إلى نشر صور فوتوغرافية تروج لفكرة البقاء في المنزل ولممارسات صحية أخرى تمكن من تجنب انتشار فيروس كورونا. ومن ذلك صورة نشرها مواطن من مدينة القنيطرة لباب منزله وقد علق عليه ورقة مكتوبا عليها “أنا قنيطري.. قررت نبقا فداري وما نخرج إلا للضرورة باش نحمي راسي وعائلتي وناس مدينتي”، وصورة أخرى “سيلفي” لمواطن يحمل ورقة كتب عليها “لا تصافح.. المصافحة وسيلة لانتشار الوباء”.
الرسائل الداعية إلى لزوم البيت قدر الإمكان لم تقتصر على التصاميم والرسوم البيانية، وإنما تجاوزتها إلى توظيف مقاطع فيديوهات وأغان، لا تخلو من الطرافة، تفي بالغرض نفسه. وفي هذا الصدد، لجأ أحد الظرفاء إلى توظيف مقطع صوتي من أغنية للفنانة اللبنانية فيروز تقول فيه “خليك بالبيت الله يخليك”، أرفقه بصورة لفيروز أجرى عليها تدخلا بسيطا بتوظيف برنامج “فوتوشوب” حيث تم تركيب كمامة طبية على وجهها.
وأمام الأسئلة التي يطرحها العديد من الآباء والأمهات بخصوص كيفية شغل أبنائهم داخل المنازل، ومراعاة عدم شعورهم بالملل داخله، نشرت مواطنة على صفحتها مقالا يتضمن أكثر من 50 فكرة يمكن اللجوء إليها للترفيه ودفع الملل عن الأطفال بعد إتمام حصص الدراسة عن بعد التي قررتها وزارة التربية الوطنية، دون الحاجة إلى الخروج إلى الشارع.
يشار إلى أن وزارة الداخلية أعلنت في وقت سابق اليوم أنه تقرر إغلاق المقاهي، والمطاعم، والقاعات السينمائية، والمسارح، وقاعات الحفلات، والأندية والقاعات الرياضية، والحمامات، وقاعات الألعاب وملاعب القرب، في وجه العموم، وحتى إشعار آخر، انطلاقا من اليوم الاثنين، على الساعة السادسة مساء.
وأوضحت الوزارة في بلاغها أن هذا القرار يأتي في إطار التدابير والإجراءات الاحترازية المتخذة للتصدي لخطر تفشي وباء كورونا المستجد بالمملكة، ومن منطلق المسؤولية والحرص على ضمان الأمن الصحي للمواطنات والمواطنين.
كما قرر المغرب تعليق جميع الرحلات الجوية الدولية لنقل المسافرين من وإلى ترابه، إلى إشعار آخر، وذلك في إطار الإجراءات الوقائية ضد انتشار فيروس كورونا المستجد.
وكانت اللجنة الوطنية للقيادة التي تم إحداثها منذ الإعلان عن حالات الالتهابات التنفسية الحادة الناجمة عن (كوفيد-19)، قد أكدت في بلاغ لها يوم فاتح مارس الجاري أن “المساهمة القوية” للمواطنات والمواطنين في الوقاية من الإصابة بالوباء مطلوبة، عبر احترام المعايير العامة للسلامة الصحية التي تحث عليها وزارة الصحة.
وأشارت إلى أن الأمر يتعلق على الخصوص بالمداومة على غسل اليدين جيدا بالماء والصابون أو استعمال المطهر عند الاقتضاء، وتغطية الفم والأنف بمنديل للاستعمال الواحد أو ثني الكوع عند السعال أو العطس ، وتجنب لمس الأنف أو الفم باليدين قبل غسلهما، وتجنب الاتصال المباشر بأشخاص مصابين بالتهابات تنفسية.