مفارقة تصورات النموذج التنموي. البيجيدي دعا للعودة للدِين والأحرار دعا لتوفير التطبيب والشغل والتعليم للمغاربة
زنقة 20. الرباط
كشفت اللقاءات التي باشرها رئيس لجنة النموذج التنموي شكيب بنموسى، للاستماع للأحزاب السياسية حول تصوراتهم لبناء نموذج تنموي جديد، عن مكامن الخلل في الحقل السياسي المغربي.
ففي الوقت الذي دعا حزب ‘التجمع الوطني للأحرار’ في تصوره للنموذج التنموي للنهوض بقطاعات حيوية اقتصادية واجتماعية، اعتماداً على ثلاثة ركائز أساسية هي توفير الشغل و الخدمات الصحية و تعليم ذو جودة لكافة المغاربة، فان حزب ‘العدالة والتنمية’ دعا اللجنة الى “ضرورة العودة للدين وضرورة الاستناد إلى القيم المجتمعية الجامعة والأصيلة”.
الحزب الاسلامي الذي يقود الحكومة منذ ثمان سنوات، وبعدما تنكر لبرنامجه الانتخابي الاول و الثاني، الذين قدمهما للمغاربة في قطاعات الصحة و التعليم و الشغل، عاد للعب على وتر الدين و ‘القيم المجتمعية’ في الوقت الذي يعاني فيه ملايين المغاربة من الجوع دون راتب والتشرد دون مأوى والأمراض المزمنة دون علاج، وغياب تعليم دو جودة، بينما اغتنى كافة وزراء و برلمانيين الحزب الاسلامي وضمنوا لأنفسهم معاشات بملايين السنتيمات ولذويهم المناصب وفرص الدراسة بالمعاهد الأجنبية داخل و خارج أرض الوطن.
حزب ‘العدالة والتنمية’ الذي لازال المغاربة يتذكرون مرور قياداتهم عبر التلفزيون في 2012 وتقديمهم لبرنامجهم الانتخابي الذي يحمل كل ما هو جميل، قبل أن يتحولوا الى ترديد شعار ‘برنامجنا هو برنامج جلالة الملك’، ويتنكروا لما تعهدوا به للمغاربة، لازالوا يؤمنون بكون المغاربة لم يصلوا مرحلة الوعي بعد لمحاسبتهم، غير أن خير مثال على بزوغ الوعي هو التجاوب الكبير مع عريضة مرضى السرطان التي أطلقها مواطنون، بعدما تخلت الحكومة الملتحية عن القيام بدورها في توفير التطبيب المجاني للمواطنين.