زنقة 20 | الرباط
بعد انتفاضة عدد من قيادات حزب العدالة و التنمية ، ضد ”المؤتمر التأسيسي لمؤسسة الدكتور عبد الكريم الخطيب للدراسات” و الذي انعقد الأسبوع الماضي و حضره رئيس الحكومة سعد الدين العثماني الذي في نفس الوقت رئيس المؤسسة ، خرج محمد الخالدي، الأمين العام لحزب النهضة والفضيلة، و رفيق الخطيب ليوجه بدوره سهام النقد و الهجوم تجاه الداعين إلى المؤتمر.
خليدي و في بيان نشره موقع حزبه الرسمي ، قال أنه استجاب لدعوة و حضر حفل افتتاح ما سمي بـ”مؤسسة عبد الكريم الخطيب للدراسات”، رغم أنه كان مترددا “بسبب الظروف الملتبسة التي واكبت الإعلان المفاجئ لهذه الخطوة”.
و أضاف خليدي ، أنه حضر “وفاء للدكتور الخطيب ولتاريخنا المشترك معه الذي استمر أزيد من خمسين سنة، وتشجيعا لأي مبادرة من شأنها استذكار الأدوار الكبرى التي أداها الزعيم الراحل خدمة لوطنه وأمته، واستحضار القيم والمبادئ التي عاش لأجلها ومات وهو يدافع عنها بصدق وإخلاص”.
و زاد بالقول : ” تذكرت بالمناسبة رفيق العمر الدكتور عبد الكريم الخطيب، وكيف كان سينظر إلى البعض ممن لعبوا دور البطولة الوهمية في هذا الحفل ذي المستوى الضعيف، يتهافتون اليوم على استغلال اسمه وتاريخه، بعدما غابوا نهائيا عندما كان يتعرض المرحوم للهجوم من طرف بعض المغرضين على صفحات الجرائد إلى أن وصل بهم الحال إلى اتهامه بتهم باطلة في قبة البرلمان”.
“لقد كانت تلك الحملة المغرضة التي تعرض لها اسم الراحل عبد الكريم الخطيب قبل أكثر من أربع سنوات دافعا لنا نحن مجموعة من أصدقاء ومحبي عبد الكريم الخطيب، مقاومين وسياسيين ورجال فكر ومعتقلين إسلاميين سابقين، إلى التفكير الجدي في تأسيس إطار لتخليد ذكرى رجل أفنى حياته في خدمة دينه ووطنه، وبدأنا بالفعل سلسلة من الاجتماعات توجت بصياغة ورقة إطار للمؤسسة، وتحديد سقف لعقد الجمع العام التأسيسي بعد مشاورات موسعة مع لفيف من الشخصيات التي تنتمي لمختلف التوجهات الاجتماعية والتيارات السياسية بما فيها الحزب الذي تبنى اليوم منفردا مبادرة إنشاء مؤسسة الخطيب، ولقد راسلنا الديوان الملكي احتراما للبروتوكول المعمول به في هذا الإطار، وآثرنا التريث ريثما تجتمع الشروط للإعلان الرسمي عن انعقاد الجمع التأسيسي” يورد خليدي.
مستطرداً : ” إلا أننا فوجئنا خلال المدة الأخيرة، بتحركات سريعة لجماعة سياسية، أرادت أن تلتف على المبادرة الأولى، وتختطف الخطيب من حاضنته المغربية الواسعة، إلى ضيق الانتماء الحزبي. لقد تصرفوا بانتهازية سياسية تجاه عبد الكريم الخطيب الذي لم يعرفوه كما عرفناه3.
و أضاف : ” فهم لم يعرفوا سوى عبد الكريم الخطيب السياسي الذي وضع حزبه رهن إشارة الوطن، عندما دعت ضرورة المرحلة السياسية في عهد المرحوم الحسن الثاني إلى أهمية دخول الإسلاميين للمعترك السياسي والمشاركة في إنجاح المسار الديمقراطي، ولم يكن الخطيب رحمه الله يرضى بالإقصاء الذي كان يتعرض له الإسلاميون، لذلك فقد دافع عن إدماجهم في الحياة السياسية وإشراكهم في تسيير الشأن العام، وها هم اليوم قد وصلوا بفضله إلى ما وصلوا إليه”.
وواصل خليدي قصفه لقيادات حزب العدالة و التنمية بالقول : ” هؤلاء الذين يدعون اليوم إنشاء مؤسسة باسم عبد الكريم الخطيب، لم يتعرفوا على الخطيب، عندما كنا معه في لجنة تشكلت من الراحل ومني شخصيا وكان ثالثنا المرحوم بنعبد الله الوكوتي، وانضم إلينا الأستاذ عبد الإله بنكيران والمرحوم عبد الله بها، يوم دخلنا في مفاوضات الاندماج بمنزل الوكوتي بالحي الإداري في الرباط، وكان عبد الإله بنكيران يبذل مجهودا كبيرا لإقناع الكثيرين من إخوانه لفكرة الاندماج مع الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية، لتستمر اللقاءات التشاورية إلى حين انعقاد المؤتمر الاستثنائي سنة 1996 حيث انضمت الحركة الإسلامية إلينا بشكل رسمي”.
و أضاف : ” ولم يعرفوا أبدا عبد الكريم الخطيب المقاوم وهو يقود جيش التحرير مدافعا عن استقلال البلاد وسيادتها وسيادة مؤسساتها الشرعية. لم يعرفوا الخطيب المجاهد المغاربي وهو ينخرط في معركة تحرير المغرب العربي، خاصة في ملحمة تحرير القطر الجزائري الشقيق. لم يعرفوا الخطيب الذي وهب نفسه لدعم نضالات الشعوب الإفريقية من أجل التحرر والانعتاق من ويلات الاستعمار الأجنبي. ولم يعرفوا الخطيب الذي ساند قضايا الشعوب العربية والإسلامية، من فلسطين إلى أفغانستان إلى بورما إلى البوسنة والهرسك ومسلمي الأندلس ومسلمي كل بلدان العالم، وقام من أجل ذلك كله بعشرات الرحلات رافقته في عدة منها عبر القارات حيث كان همه رحمه الله دائما توحيد العالم العربي والإسلامي”.