زنقة 20. القنيطرة | كمال لمريني
فتح عبد الاله بنكيران، الامين العام السابق لحزب ‘العدالة والتنمية’ النار في وجه سعد الدين العثماني، متهما إياه ب”التخلي عن مبادئ وقيم الحزب”، في حين عمل على دغدغة مشاعر شبيبة “البجيدي”، وإعلانه المزايدة على العثماني بإدريس الازمي الذي رفض التصويت على القانون الاطار المتعلق ب”فرنسة التعليم”.
بنكيران قبل أن يشرع في الكلام، أذرف الدموع، في الملتقى الوطني لشبيبة العدالة والتنمية المنظم بالقنيطرة، وهو يستمع الى “الصكوعة والمداويخ”، كما نعتهم في وقت سابق وهم يرفعون شعارات من قبيل:”بنكيران ووليداتو حتى فرقة ما غلباتو”، “الشعب يريد بنكيران من جديد”، “ها هي ها هي قيادة العدالة والتنمية”.
فالزوبعة التي أثارها بنكيران، أدت بشباب “البجيدي”، الى التمرد على كاتبهم الوطني، إذ منعوه من القاء الكلمة، بعد أن اطلقوا العنان لألسنتهم وشرعوا في ترديد مجموعة من الشعارات التي دفعت بعبد الاله بنكيران الى الاعتراف بكونه “يشعر بالضعف..وفقدانه للتوازن”..وإصراراه على الكلام..رغم اللحظات العصيبة”.
واستغل بنكيران الملتقى الوطني، وشرع في قصف، رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، بعد أن تمكن هذا الاخير من الانتصار عليه أثناء التصويت على مشروع قانون الاطار المتعلق ب”فرنسة التعليم”، قائلا: إدريس الأزمي، رئيس المجلس الوطني أقرب إلي منطقا وقلبا من سعد الدين العثماني”.
فإدريس الازمي الذي أعلن استقالته من رئاسة فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب يوم واحد قبل التصويت على القانون الاطار، قال عنه بنكيران، إنه أقرب إليه بكثير كونه يتقاسم معه مجموعة من المبادئ والقيم.
ويتبين من مزايدة بنكيران على العثماني أنه يهدف الى احداث انقسام كبير في صفوف حزب العدالة والتنمية وتعبيد الطريق أمامه للعودة الى قيادة الحزب، أمام الوضع الذي يوجد عليه “البيجيدي” الذي يعرف إستقالات بالجملة في مختلف أقاليم وجهات المملكة.
ولم يفوت بنكيران فرصة استضافته دون أن يجيش شبيبة الحزب ضد العثماني، إذ قال أثناء تحدثه عن إعفائه من رئاسة الحكومة والحزب، “إعفائي من رئاسة الحكومة أراحني، أما رئاسة الحزب فلو كنت أريدها وأردت أن أواجه لأخذتها، ربما بكلمة واحدة كنت سأفعل ذلك”.
وبلغة فيها نوع من دغدغة المشاعر، إعترف بنكيران أمام شبيبة الحزب قائلا:”حينما رأيت كباركم لا يريدون رفضت لأننا كنا سنذهب إلى الانشقاق وتركت المعركة تمر بين من يريدون ومن لا يريدون ولا أنكر أنني دعمت قليلا من كانوا يريدون الولاية الثالثة”.
وبشأن تعيين العثماني رئيسا للحكومة من قبل الملك محمد السادس، قال بنكيران، “رغم أن الأزمي قريب إلي قلبا وقالبا من العثماني إلا أنني لم أقل كلمة واحدة، وكنت أميل إلى أن تبقى رئاسة الحكومة ورئاسة الحزب مجتمعة لكن عندما تمس المبادئ لا أستطيع السكوت”.
ومن شأن خرجة بنكيران أن تثير زوبعة كبيرة داخل حزب العدالة والتنمية، لاسيما وان الامين العام الحالي، سعد الدين العثماني، دخل في مواجهة مباشرة معه ودعاه الى احترام الحزب وقراراته.