زنقة 20 | الاناضول
عاد المتظاهرون، إلى الشوارع والساحات الجزائرية في الجمعة الـ21 للحراك الشعبي للمطالبة بتغيير نظام الحكم، لكن الجديد في هذه المسيرات أنها استلهمت شعارات من فرحة الجماهير بتألق منتخب البلاد بكأس أمم إفريقيا (كان) المقامة بمصر، وأسقطتها على الأزمة السياسية.
ككل جمعة منذ بداية الحراك الشعبي قبل خمسة أشهر خرجت حشود بالآلاف في عدة مدن جزائرية وفي مقدمتها العاصمة بعد الفراغ من الصلاة مباشرة للمطالبة بتغيير النظام وعودة السيادة للشعب ورحيل رموز نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
وفي العاصمة بدأ تجمع المتظاهرين كالعادة منذ الصبيحة في شكل أفواج صغيرة، وسط حضور أمني كثيف، تمثل في عشرات المركبات التابعة للشرطة، المركونة عبر أهم الشوارع في وسط المدينة، وخاصة بين ساحة البريد المركزي، وشارع ديدوش مراد.
وتدفقت حشود من المتظاهرين بعد الصلاة نحو هذه الشوارع بعدة مدن شمالية لكن دون تسجيل احتكاكات مع الأمن وسط شعارات متكررة أهمها “يتنحاو قاع (يرحلوا كلهم)”، و”دولة مدنية ماشي (ليس) عسكرية” و”نريد المادة 7 و8″ من الدستور واللتان تؤكدان أن الشعب مصدر السلطة، و”نعم للوحدة الوطنية”.
وظهرت شعارات عدة استلهمت من حالة الشغف الشعبي بمشوار المنتخب الأول لكرة القدم الإيجابي في كأس أمم إفريقيا في مصر أين يحظى محاربو الصحراء بمتابعة واسعة من قبل كل شرائح المجتمع في البلاد.
ومساء الخميس، تأهل منتخب محاربي الصحراء، إلى الدور نصف النهائي لأمم إفريقيا لكرة القدم، بشكل أخرج الآلاف إلى الشوارع فرحا عبر كافة مدن البلاد، وتلتقي الجزائر بمنتخب نيجيريا، الأحد القادم، بالقاهرة.
ورفع متظاهرون في حراك الجمعة شعارات تسقط هذا الشغف الشعبي بمسيرة محاربي الصحراء على الأزمة الحالية في البلاد ومنها “الشعب يريد التتويج بكأس الحرية والعدالة”، في إشارة إلى مطالب الجماهير بتتويج المنتخب بكأس أمم إفريقيا.
وبوسط العاصمة الجزائر، حمل شاب لافتة عليها صورة مجسم كأس إفريقيا، مكتوب عليها “التتويج الحقيقي للشعب حين ينتخب رئيس مدني كفؤ بآلية انتخابية نزيهة”.
وقبل أيام أطلق الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح، مبادرة سياسية جديدة لتجاوز الإنسداد الحاصل في البلاد، تتلخص في إطلاق حوار عاجل بقيادة شخصيات بمواصفات محددة تتمثل في عدم وجود انتماء حزبي أو طموح انتخابي شخصي، وتتمتعُ بسلطة معنوية مؤكدة، وتحظى بشرعية تاريخية أو سياسية أو مهنية”.
وأعلنت قيادة الجيش دعمها للمبادرة باعتبارها مقاربة إيجابية من أجل حوار جاد للخروج من الأزمة.
واعتبرت أهم أقطاب المعارضة، هذه المبادرة “خطوة إيجابية” نحو الحل، شريطة إرفاقها بقرارات تهدئة أخرى، مثل رحيل رموز النظام السابق.
فيما رفضتها أحزاب، أغلبها علمانية، جملة وتفصيلا، وطالبت بدستور جديد ومجلس تأسيسي لجمهورية جديدة.