زنقة 20. الرباط
كشف ‘عبد الرحيم المنار اسليمي’، الأستاذ الجامعي ورئيس ‘المركز الاطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني’، فيًتصريح خَص له منبر Rue20.Com على أن العلاقات المغربية الإماراتية تشهد توتراً كبيراً.
وحسب ‘اسليمي’ فان المغرب يتجه لتعزيز علاقاته السياسية والاقتصادية مع كل من قطر و السعودية، في الوقت الذي تشهد هذه العلاقات تراجعاً مع الإمارات.
و يُضيف ذات المتخصص في العلاقات الاستراتيجية والأمنية، على متن تصريحه لمنبرنا، أن استثناء وزير الخارجية المغربي دولة الإمارات العربية المتحدة من الزيارة الأخيرة لمنطقة الخليج مؤشرٌ على وجود توتر كبير في العلاقات المغربية الإماراتية.
ذات المتحدث، شدد على أنه بقدر ما يبدو أن هناك حوار مغربي سعودي بعد الأزمة الأخيرة ساعدت عليه شخصيات السعودية القديمة، فإن التباعد بات بعيداً بين المغرب والإمارات، حيث يبدو أن مجموعة ملفات قادت إلى وضعية التوتر الحاصلة رغم الصمت الموجود لحد الان.
أول هذه الملفات : الأزمة الليبية
ذلك أن الإمارات اشتغلت منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات على عرقلة اتفاق الصخيرات ،وهي عرقلة للمجهودات التي قام بها المغرب والأمم المتحدة للتقريب بين أطراف الأزمة، ولعل العمل العسكري الأخير الذي قاده حفتر في ليبيا بمحاولة الوصول إلى طرابلس والغرب الليبي دلالة واضحة على وجود أيادي إماراتية ومصرية تستهدف اتفاق الصخيرات والمساعي الدبلوماسية المغربية ،لأن حفتر لايمكنه التحرك دون ضوء اخضر من الإمارات.
ثاني ملفات التوتر :
مرتبط بشريط قناة ‘العربية’ العدائي ضد السيادة المغربية ،حيث يبدو أن سلطات أبوظبي لها يد في شريط قناة العربية مادامت القناة موجودة فوق الأراضي الإماراتية، فرغم اندلاع الأزمة بعد الشريط مع السعودية ،فإن دولة الإمارات لم تكن بعيدة عن هذا الشريط،خاصة وأنه سبق لقناة أبوظبي ان قامت باشارات شبيهة بما قامت به قناة العربية قبل التراجع.
ثالث ملفات التوتر:
يتمثل في موقف أبوظبي من الحركات الإسلامية في شمال أفريقيا ذلك انها تريد من تونس والمغرب ان يدخلا في صراع مع الأحزاب ذات التوجه الإسلامي ،وهو ماترفضه الدول المغاربية التي تبدو حريصة على عدم انتقال ما يجري في الشرق الأوسط ومصر إلى المنطقة المغاربية ،فموريتانيا وحدها هي التي يبدو أنها تقبل بالصراع المفتوح مع الأحزاب ذات التوجه الإسلامي رغم أن التجربة المغاربية للاسلاميين مختلفة تماما عن تجربة الإخوان في مصر.
رابع هذه الملفات :
يرتبط بمحاولات الاختراق الإعلامي للمغرب، وهي مسألة خطيرة يبدو أن الهدف منها هي محاولة التأثير في الرأي العام وتنقيل كل مواقف دولة الامارات من القضايا الخلافية في العالم العربي نحو المغرب وتونس.
وخامس ملفات التوتر :
مرتبط بصراع جيو ديني لازال في بدايته تقوده دولة الإمارات ضد المغرب بأدوات مصرية في غرب أفريقيا وأوروبا.
وخلص ‘اسليمي’ الى أنه يتبين من خلال كل هذه القضايا الخلافية أن التباعد بات كبيراً بين المغرب ودولة الامارات، فالعلاقات الاقتصادية لم تتقدم بشكل كبير مقارنة بقطر والسعودية ،حيث أن الإمارات تركز على مصر أكثر من غيرها.
ويضيف ‘اسليمي’ أن الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية المغربي لدول السعودية والكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان هي عملية وساطة بين قطر والسعودية قد تعطي نتائج ،لأن الظرفية باتت مهيئة للقيام بهذه الوساطة ،وقد نشهد تقاربا قطريا سعوديا ،مقابل ذلك تبدو مسافة التباعد بين قطر والإمارات بعيدة جداً.