بنكيران يُثيرُ الشفقة ويتحول لمؤسسة لتنقيط الخُصوم وتصنيف المؤمنين من الشياطين والديمقراطيين من السُلطويين
زنقة 20. الرباط – هيئة التحرير
لم يدرك ‘عبد الاله بنكيران’ رئيس الحكومة السابق والامين العام السابق لحزب ‘العدالة والتنمية’ أن زمنه السياسي مضى وأن صلاحيته السياسية انتهت وأن شعبويته أصبحت تثير الشفقة على حاله وأن هذيان الحديث في كل شيء يسيء لماضيه.
لكن الغريب في خرجات ‘بنكيران’ أنه لم يستوعب هذه الحقيقة وأصبح يعطي لنفسه حق تنقيط الجميع وكأنه مؤسسة دولية للتنقيط تضع تصنيفا للفاعلين السياسيين، فيحدد دائرة خصومه وأعداءه وقائمة الحلفاء ومن هم الديمقراطيون والسلطويون والمؤمنون والشياطين والكذابون والصادقون وكأننا امام آية من آيات الله في التصور الشيعي أو شيخ طريقة صوفية يتعامل مع خصومه كمريدين وليس رجل سياسة بنى مجده السياسي على التنافس والنقد المتبادل.
بنكيران الذي مازال يؤمن بفرصة العودة للمشهد السياسي مستعد أن يفعل أي شيء للبقاء في دائرة الأضواء حتى لو لم يستطع استرجاع المسؤوليات الحزبية والحكومية.
وسيظل “زعيم” البيجيدي يشعر بالغبن السياسي منذ إخراجه صاغراً من الحكومة والحزب حتى ينجح في إرباك المشهد السياسي وخلط الأوراق والاطاحة بحكومة زميله ‘سعد الدين العثماني’.
فبنكيران يدرك أن استمرار هاته الحكومة ولو بشكل هش تكلفه كل يوم جزء من شرعيته وتدخله عالم النسيان الذي يقاومه بكل شراسة.
ولذلك سيكون من السذاجة توقع ابتعاد بنكيران عن بث لقاءاته على الفيسبوك، وندواته الصحفية بمنزله خصوصا مع اقتراب موعد الاستحقاقات القادمة، التي يراهن عليها للعودة للمشهد السياسي رغم حصوله على معاش استثنائي يحمل إكثر من رسالة لم يفهمها بنكيران أو على الأقل يحاول ألا يفهمها.