زنقة 20 . الرباط
بدأت قضية ابتزاز الملك محمد السادس من قبل الكاتبين الصحفيين “إريك لوران” و”كاترين غراسييه” تسيل الكثير من المداد في الصحافة الوطنية والدولية ووضع سمعتهما في محك التقييم، خاصة أنهما أصدرا كتبا عديدة حول شخصيات وازنة وأخرى وصفوا فيها عددا من الأنظمة بـ”الفاسدة والغير ديمقراطية” من بينها كتابا حول الملك بعنوان “الملك المفترس” وهو ما وصفت على إثره الصحف الفرنسية خبر الابتزاز بـ”الفضيحة”، التي لم يسبق للمشهد الإعلامي الفرنسي أن عرف مثلها.
موقع “ميديابارت” الإخباري الفرنسي أورد أن ابتزاز الكاتبين الفرنسيين للملك محمد السادس مقابل عدم نشرهما كتابا “أسودا” حول المغرب هي صفقة أدت إلى “تشويه سمعة الصحافة الفرنسية”، وأضاف صاحب المقال متسائلا “كيف وصلنا إلى هذه الدرجة من الدناءة التي يمكن أن تكون لها عواقب جد وخيمة؟”.
ذات المقال، أشار إلى أن تأليف كتب ضد رؤساء الدول والأنظمة التي تواجه انتقادات شديدة يعد أمرا شائعا في فرنسا، إلا أنه يجب تنظيف مهنة هي شرف للجمهورية الفرنسية.
وأشار المقال ذاته إلى أن الكتابة أصبحت أداة طيعة في أيدي المرتشين، داعيا إلى مكافحة جميع أشكال المرتزقة ومشددا على أن العدالة الفرنسية يجب أن تكون مثالية.
من جهته، وفي تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، وصف “جيل بيرو”، مؤلف كتاب “صديقنا الملك” عن الملك الراحل الحسن الثاني، ابتزاز العاهل المغربي من طرف الكاتبين الفرنسيين بالخبر “المفجع”، نظرا لأنه سيجعل المعلومات الموضوعية عن المغرب، التي ينشرها الكتاب مستقبلا في مؤلفاتهم، موضع تشكيك.
وأشارت صحيفة “لوموند” الفرنسية العريقة إلى أن وزارة الداخلية الفرنسية وأجهزة الأمن رفضت التعليق على موضوع اعتقال الكاتبين الفرنسيين لأنه “موضوع ذو حساسية مفرطة”، فيما أكدت دار “سوي” للنشر أن “إريك” و”كاترين” كانا يحضران لكتاب جديد حول الملك محمد السادس، كان من المنتظر أن ينزل إلى الأسواق ما بين يناير وفبراير 2016.
يذكر أن محامي الملك أودع شكوى قضائية ضد النيابة العامة بباريس، بعد أن اتصل الكاتب الفرنسي بالديوان الملكي يوليوز الماضي ليخبرهم أنه يعتزم نشر كتاب ضد الملك عما قريب ويطلب مبلغ ثلاثة ملايين أورو مقابل عدم نشره.