زنقة 20. مراكش | يونس مزيه
تحتضن مدينة مراكش بين 13 و 17 دجنبر 2018، أشغال ملتقى الدورة السابعة للملتقى الدولي ‘’حوارات أطلسية’’، بحضور شخصيات وازنة على المستوى العالمي، حيث من المنتظر أن يتم تقديم التقرير السنوي الخامس لمركز السياسات من أجل الجنوب الجدي، بعنوان ‘’تيارات أطلسية حول افاق أطلسية’’.
وقد عرف افتتاح الملتقى، حضور المستشار الملكي أندري أزولاي و الوزير المنتدب السابق لدى وزارة الخارجية و المكلف بمهام بالديوان الملكي يوسف العمراني، و و عمر هلال السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة و عمر موسى الوزير السابق بالخارجية المصرية، و الأمين العام السابق بجامعة الدول العربية.
كما شهدت أشغال الندوة الافتتاحية، التي سيرتها بشرى الرحموني، التي تعد من كبار باحثي المركز، وكذا شخصيات وازنة على الصعيد العالمي، من قبيل حفصة أبيولا من نيجيريا، رئيسة ومديرة عامة ” لمؤسسة المبادرة الافريقية للنساء”، ويونس أبو أيوب، مدير مصلحة الحكامة لهيئة الأمم المتحدة، منطقة الشرق الأوسط، و رشيد حديكي، الذي يعد هو الاخر من كبار باحثي المركز، بالإضافة الى يوسف محمود، من كبار مستشاري برنامج عمليات حفظ السلام في إفريقيا والشرق الأوسط، (المعد العالمي للسلام بتونس).
و تهدف الندوة الى تعزيز الحوار بين الدول الأطلسية المشكلة لهذا الفضاء الجيواستراتيجي (إفريقيا، الكاريبي، أوربا، أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة الامريكية)، بحكم المتغيرات المتسارعة في هذا الفضاء خلال السنوات الأخيرة.
وتطرقت أشغال الندوة الى مجموعة من النقاط المتعلق بالتقرير السنوي للمركز، حيث اعتبرت بشرى الرحموني هذا التقرير الخامس شاملا ومجددا حيث قالت ” مجدد لأننا لسنا أمام سلسلة من ردود الفعل بل أمام مقاربة إيجابية تهدف الى وضع أسس جديدة لتعاون وتنمية ناجحين في الفضاء الأطلسي”. تقول السيدة الرحموني.
فيما أكدت حفصة أبيولا ، على أن هذا التقرير الخامس من نوعه يمكن من تملك معنى ” الجنوب” الذي له مكانة خاصة لدى شعوب العالم الثالث منذ مؤتمر باندونغ ” هذا التقرير اعتبره بمثابة ” حل موجه” في عالم أصبح عنيفا”، مضيفتا أن من مصلحة إفريقيا اليوم توسيع افاقها والتقرب من فضاءات جديدة كأمريكا اللاتينية نظرا للمشترك التاريخي، الثقافي، الاقتصادي والسياسي.
من جانبه، تمحورت مداخلة يونس أبو أيوب حول مستقبل تعددية الأطراف، كمفهوم أصبح في خطر بسبب السياسة الامريكية الجديدة منذ وصول دونالد ترامب الى مقاليد البيت الأبيض. حيث اعتبر أول خطاب للرئيس ترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بمثابة الضربة القاضية لمفهوم تعددية الأطراف”، مضيفا أن منهج تعدد الأطراف ناجح طوال سنوات، ولكن لازال أمامه مستقبل واعد رغم ثقافة الانكماش على النفس للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، و اعتبر ذلك كنتاج لثقافة الانغلاق على النفس. و أن أمريكا كانت دائما ترقص على قدمين واجهة (جد) تقدمية وفي نفس الوقت طبيعية منغلقة على نفسها. و ترامب هو نتاج هاته الثقافة” يشرح يونس أبو أيوب. مؤكدا على القناعة الوحيدة لديه هو أن تأثير الولايات المتحدة يتراجع بسبب تفتت قوتها الناعمة والتي شكلت قوتها الضاربة خلال عقود. ألم يقل ستالين “أعطوني هوليود وسيصبح العالم شيوعيا خلال 20 سنة؟” يختم يونس أبو أيوب.
وفي مداخلته قال رشيد الحديكي أن هناك أزمة لا يمكن تجاهلها بخصوص تعددية الأطراف، و هذا نابع من أزمة قوة، لان العالم اليوم أصبح متعدد الأطراف، كيانات كإفريقيا والدول الصاعدة تدعو الى إعادة النظر في الحكامة الدولية”،
كما تمحورت مداخلة يوسف محمود حول الامن والسلام، حيث يرى الباحث أن الاعتقاد المألوف هو أنه لا سلام إلا بعد الحرب أو ما يسميه ب “السلام السلبي”. من هذا المنطلق يدعو الباحث الى إعادة النظر في مفهوم السلام ” السلام أصبح استثناء، لا نتكلم عن السلام الا بعد الحرب ولذلك نركز كل جهدنا وطاقتنا على النزاعات”، يشرح يوسف محمود، ” إذا أردنا سلاما دائما يجب علينا حل المشاكل العميقة والانكباب على الجوانب المشرقة”، ويضيف الباحث الذي يرى أن أي تحليل للسلام ولتعددية الأطراف يجب أن يضع المواطن في صلب الموضوع. العالم (والاهم الأمم المتحدة على الخصوص) همشت المواطن وأعطت كل الأهمية للدول”.
و تجدر الإشارة الى أن تقرير “تيارات أطلسية” ينشر بالموازاة مع إعطاء انطلاقة أشغال الدورة السابعة ل ” حوارات أطلسية”، الندوة الدولية التي يعقدها سنويا ” مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد” وذلك بمدينة مراكش. حيث يغوص في الإشكالات الكبرى التي تواجه هذا الفضاء مثل مشاكل الهجرة، أو التعاون الأطلسي في مجالي التغذية والفلاحة. و كذلك لتباعد الرؤية بين الشمال والجنوب بخصوص التغيرات المناخية، و مستقبل الحكامة المتعددة الأطراف في مجال الامن والتجارة الدولية بالإضافة الى افاق الازمة الاقتصادية العالمية.