هولندا تتهم عضواً بـ’البـام’ بالنصب على سفارتها في مبلغ 44 مليون لتنظيم مهرجان للسينما بالناظور

زنقة20- الرباط

وجد عبد السلام بوطيب، العضو بحزب ‘الأصالة والمعاصرة’ والمرشح للانتخابات البرلمانية باسم ذات الحزب بالناظور، نفسه في ورطة كبيرة، بعد مطالبته من قبل السفارة الهولندية باسترداد مبلغ 44 مليون سنتيم.

وتتهم الدبلوماسية الهولندية ‘بوطيب’ بالنصب والاحتيال بعدما تمكن من الحصول على ذات المبلغ ليقوم بالتحايل على السفارة الهولندية بالرباط بتغيير برنامج مهرجان للسينما يقوم بتنظيمه بالناظور، بعد تدخل من عُمدة روتردام المغربي الأصل ‘أبو طالب’.

وكان عبد السلام بوطيب، قد أعلن في بلاغ رسمي لمهرجان يقوم بتنظيمه، أن هولندا ستكون ضيف شرف المهرجان الذي ينعقد بمدينة الناظور حول موضوع:” ذاكرة نساء إفريقيا”، قبل أن يعمد لتغيير ضيف الدورة من هولندا الى رئيس الحكومة الاسبانية السابق ‘ساباطيرو’.

بوطيب، ورّط أولاً ‘محمد بنعيسى’ وزير الخارجية الأسبق ورئيس بلدية أصيلة، الذي توسط له للاتصال ودعوة ‘زاباطيرو’ بديلاً في لعبة استدعاءه لمهرجانه بالناظور لتعويض ‘هولندا ضيف الشرف’ التي حصل منها على دعم مالي وقام بتغيير برنامج المهرجان.

كما ورّط ‘بوطيب’، رئيس الحكومة الاسبانية الأسبق لتقديمه ‘يواجه’ هولندا دون علم مسبق، وهي البلد الأوربي الذي توترت علاقاتنا معه ظرفياً فقط خلال الأسابيع القليلة الماضية، في تداخل وإقحام غير أخلاقي للفن في السياسة.

و ورّط ‘بوطيب’، أيضاً عُمدة روتردام في لعبة الاحتيال على السلطات الهولندية، الذي وضعه كرئيس للمهرجان، حيث علم موقع Rue20.com أن ‘أبو طالب’ من تدخل في أول الأمر لدى جهات هولندية حول موضوع ضيف الشرف، ليقوم ‘بوطيب’ بالغاء اسم هولندا، رغم كونه تسلم دعماً مالياً من سفارتها حول موضوع ‘هولندا ضيف شرف’ وهو ما سيجلب لعمدة روتردام الويلات مع السلطات والخارجية الهولندية.

هذا دون الحديث عن توريط الوزير السابق ‘عبد السلام الصديقي’ في عملية النصب على السفارة الهولندية، وهو ما يهدد المسار السياسي لذات الوزير التقدمي خاصة وأنه يشغل مهمة في إدارة المهرجان وسبق لـ’بوطيب’ أن استغل صفته الوزارية للحصول على دعم لدى جهات مختلفة، كما سبق أن استغل اسم ‘الياس العماري’ حينما كان يضع اسمه كرئيس للمهرجان على صدر طلبات الدعم التي يضعها لدى وزراء و مؤسسات عمومية كما الشأن لـCDG التي سحبت تمويلها، حتى دون علم الياس العُماري بالأمر، للحصول على دعم من مؤسسات وطنية بالرباط.

و فضل ‘بوطيب’ حشر أنفه في قضية توتر سياسي بين المغرب وهولندا، ليقدم على عمل بعيد جداً عما يدعي القيام به بموضوع كالسينما والفن، لتقريب وجهات النظر و بناء جسور تواصل لا تسميم العلاقات.

بوطيب، الموظف الشبح بوزارة التربية والتعليم لعدة سنوات، وجد ضالته في مراكمة الثروات بتنظيم مهرجان عقيم للسينما بميزانية 580 مليون يستمر يومين فقط، بعدما طرده أبناء الحسيمة حينما كان يلتهم ميزانية مهرجانها السنوي باسم جمعية ‘أريد’، في الوقت الذي كان يفضّل الرقص على نضالات ساكنتها في العيش الكريم و رفع التهميش.

الورطة التي سقط فيها بوطيب مع السفارة الهولندية، تطرح أكثر من تساؤل حول الطابع الفني لما يدعي اسمه ‘مهرجان’، في الوقت الذي كان عليه الابتعاد عن السياسة في مهرجانه، والعمل على إبراز الأبعاد الثقافية و الانسانية و الفنية التي تربط المغرب بهولندا لفتح جسور تواصل و تصحيح مغالطات لدى الهولنديين يروج لها بعض حاملي الفكر الانفصالي المقيمين بالأراضي المنخفضة.

وحاول موقع rue20.com ربط الاتصال بالمسؤول عن الاعلام بالمهرجان حول الطريقة التي سيعتمدها بوطيب لاسترجاع الدعم الهولندي، الا أنه إكتفى بالقول إن إدارة المهرجان أًصدرت بيانا تشرح فيه الأسباب، وهو البيان الذي رفض منحه للموقع.

وقال عبد السلام بوطيب في تصريحه لموقع rue20.com، بعد أن تلعثم كثيرا، ان الدعم سيتم استرجاعه الى السفارة الهولندية بعد انعقاد اجتماع المكتب، دون أن يحدد تاريخ الاجتماع، في حين إكتفى بالقول إن العلاقات المتأزمة بين المغرب وهولندا هي من دفعت بالسفارة الهولندية إلى المطالبة باستراداد الدعم.

وفي سؤال وجهه موقع rue20.com، إلى عبد السلام بوطيب، مضمونه أن تأزم العلاقات المغربية الهولندية ليست وليدة اللحظة، بل تدهورت اثناء حراك الريف، وكيف يمكن لإدارة المهرجان أن تختار هولندا ضيفة شرف وتطلب منها الدعم المالي، وفي الأخير يتم سحبها من “ضيف الشرق”، أجاب بان إدارة المهرجان كانت تسعى الى تلطيف الأجواء، في حين التصريحات التي أدلى بها بوطيب الى الصحافة تكون قد صبت الزيت فوق النار، وأدت الى تأزيم الأوضاع دون سلك طرق أكثر ليونة خاصة وأن الشؤون السياسية متروكة للخارجية.

ومن جهة أخرى، تعرف الدورة السابعة للمهرجان المتوسطي للسينما والذاكرة المشتركة، اقبالا ضعيفا، حيث لم يتجاوز عدد الحاضرين، اليوم، سوى أكثر من 20 شخصا لمشاهدة الأفلام المعروضة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد