زنقة 20. مراكش
أكد الوزير المنتدب المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة عبد الكريم بنعتيق، اليوم الجمعة بمراكش، أن المغرب يتوفر على رأسمال بشري قوي بالخارج، يتعين استثماره ضمن المشروع المجتمعي التنموي للمملكة.
وقال في كلمة ألقاها خلال افتتاح أشغال الدورة الثالثة من المبادرة الاقتصادية لنساء الجنوب المنظمة من قبل جمعية النساء المقاولات بالمغرب بشراكة مع الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، إن المغرب يتوفر على رأسمال بشري قوي بالخارج، يجب العمل على إدماجه ضمن المشروع المجتمعي التنموي الذي يقوده الملك محمد السادس بإصرار وعزيمة لكي تمضي المملكة قدما في مصاف الدول الحاضرة بقوة على المستوى الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.
وأشار إلى أن النساء المغربيات المشاركات في هذا اللقاء، اللواتي نجحن في مسارهن المهني ويساهمن في خلق الثروة داخل بلدان الاستقبال، يعتبرن، أيضا، نموذجا رياديا في المساهمة في النشاط الاقتصادي بالمغرب، مضيفا أن المملكة تبنت مجموعة من الأوراش الكبرى، من بينها ورش الجهة 13 ، التي تسمح للمغاربة المقيمين بالخارج من اكتشاف المؤهلات التي تسمح لهم بالاستثمار في بلدهم الأصلي.
وأوضح بنعتيق أن اختيار موضوع هذا اللقاء المنظم تحت شعار” الابتكار والرقمنة.. أي دور ريادي للنساء”، يعكس الدور الذي أصبحت تلعبه الرقمنة من أجل ربح رهانات كبرى، مسجلا أنه لا وجود في المستقبل للمجتمعات التي ستعيش خارج عالم الرقمنة.
من جهته، أكد كاتب الدولة المكلف بالاستثمار عثمان الفردوس، أن نسبة أنشطة النساء بالمغرب بلغت فقط 27 في المائة، وهي في انخفاض منذ 20 سنة، غير أنها تبقى مرتفعة مقارنة مع النسب المسجلة في البلدان العربية الأخرى، خاصة لبنان وتونس.
وشدد عثمان الفردوس على ضرورة مضاعفة الجهود لتحسين هذه النسبة، والعمل على رفع تحديات إدماج النساء في سوق الشغل بالمغرب وفي مجال التكوين، نظرا لكون نسبة نجاح الفتيات في امتحانات الباكالوريا تفوق ب 10 نقط مقارنة مع فئة الفتيان ( 48 في المائة للفتيات، و38 في المائة للفتيان).
ودعا في هذا السياق، إلى تحسين السياسة الحضرية وسياسة النقل الحضري لتسهيل حركة تنقل النساء بالمدن الكبرى نحو مقرات عملهن، مبرزا الدور الهام لقطاع الإبداع الرقمي في المساعدة على تعزيز روح المقاولة لدى النساء وتبني التكنولوجيا لتسهيل العمل عن بعد.
وتشارك في هذا اللقاء ، المنظم بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، حوالي 40 من النساء المقاولات من مغاربة العالم يتواجدن بأكثر من 20 بلدا من أمريكا الشمالية (الولايات المتحدة الأمريكية وكندا) وإفريقيا (السنغال، ومالي، وجنوب إفريقيا ، والغابون ، وكوت ديفوار)، والشرق الأوسط ( الإمارات العربية المتحدة، الأردن ) وأوروبا، ويشتغلن في القطاعات المبتكرة مثل التكنولوجيات الحديثة والمالية والصناعة والاتصالات والخدمات والتدريس.
وقد أضحت النساء المقاولات من مغاربة العالم يلعبن دورا مهما في نقل التحولات التكنولوجية والثقافية التي أصبحت تدمج شيئا فشيئا في المخططات والإستراتيجيات المختلفة المرتبطة بالسياسة التنموية بالمغرب، والمستوحاة من رؤية قادرة على التكيف مع تحديات الهجرة ومواكبة الاندماج المتناغم لمغاربة العالم في بلدان الاستقبال مع الحفاظ على الروابط مع البلد الأم وتقويتها.
وتروم المبادرة الاقتصادية لنساء الجنوب، الاحتفال بالمقاولة النسائية ، وخلق فضاء للتواصل من أجل التشجيع على تبادل الخبرات، والتواصل مع الخبراء المتخصصين في تطوير المقاولات.
وتتناول المشاركات في هذا اللقاء مواضيع تهم “الدعامات المؤسساتية لتعزيز الابتكار” و”النظام البيئي باعتباره إطارا محفزا لمقاولة الغد”، بالإضافة إلى تنظيم ورشات حول “الابتكار في 2018.. تفعيل الأفكار” و”الاقتصاد الرقمي على منصة التتويج”، و”الجامعة والمقاولة عالمان منفصلان”.