زنقة 20 . الرباط
قال أستاذ العلوم السياسية و القانون الدستوري بجامعة الحسن الثاني “عمر الشرقاوي” أن المقولة الشائعة بأن السياسة هي عمل تطوعي من أجل تقديم خدمات للمواطنين و العمل بجد و تفان لتطوير البلاد و تحسين أوضاع المواطنين اجتماعياً و اقتصادياً و ممارسة إبداعية لوضع الحلول الواقعية في مواجهة تنوع المشاكل تغيرت لأن الفاعلين يعيشون بالسياسة و يصعدون في سلم التراتبية الإجتماعية.
و أضاف الأستاذ الجامعي و المحلل السياسي في حوار مع “الصباح” أن السياسيون زاغوا عن أخلاقية الممارسة النبيلة للفعل السياسي نحو تحقيق الثراء ما جعلهم ينتقلون من وضعهم الإجتماعي الهش إلى المتوسط فالعالي لذلك أصبحنا نصادف يقول الشرقاوي عدداً من السياسيين يتنافسون للوصول إلى منصة “التتويج” ليس لخدمة المواطنين بل لتقديم خدمات لأسرهم و ليس لمحاربة الفقر بل لمحاربة فقرهم و فقر عائلتهم.
و أوضح ذات المتحدث أن مقاييس الممارسة السياسية بالمغرب تغيرت إذ أصبحت مصدراً من مصادر الثراء و يكفي حسب قوله إجراء مقارنة لعدد من زعماء و قادة الأحزاب كيف كانوا قبل ولوج المعترك الحزبي و كيف أصبحوا بعده خاصة الذين شكلوا شبكة من العلاقات المتشابكة و المعقدة.
و اعتبر الشرقاوي أن الجميع يعلم كيف تمر الإنتخابات بالمغرب و بيع التزكيات بالملايين و صرف الملايير في الحملات الإنتخابية لذلك أصبحت السياسة و المال بورص للثراء و لإجراء الوساطة و تحقيق المكاسب و تبادل المنافع.
الأستاذ الجامعي أشار إلى أن المشرع المغربي وضع قوانين وصادق عليها لأجل خدمة مصالحه إذ أن ثلثي البرلمانيين الحاليين يضيف الشرقاوي هو من شرع في الولاية السابقة لتعدد التعويضات التي قد تتراوح بين 50 و 70 ألف درهم في حكومة عبد الإله بنكيران الذي كان حسب قوله سخياً مع المنتخبين المحليين بمجالس الجهات و مجالس العمالات و الأقاليم و مجالس المدن و البلديات و التمثيليات البرلمانية و الحكومية.
و أكد الشرقاوي أن مفهوم التطوع السياسي انهار و رغم أنها تعويضات ذات طبيعة قانونية فهي غير أخلاقية لأن السياسي يقول ذات المتحدث هو من يساعد المواطنين على حل مشاكلهم و ليس أن يستفيد مالياً من تمثيلهم الإنتخابي.