زنقة 20 . الرباط
مازال مسلسل شد الحبل بين الجمعية المغربية للربابنة والخطوط المغربية مستمراً ، و هو ما يلوح بأزمة جديدة بين الطرفين، بعد قرار ربابنة الشركة الدخول في شبه إضراب مفتوح من خلال تقديم شهادات طبية متعددة.
و لمعرفة مزيد من التفاصيل عن الأزمة التي نشبت بين الطرفين اتصلت Rue20.Com بأحد الطيارين المغاربة المتقاعدين و العارفين بخبايا الأمور داخل الشركة.
و يقول ذات الطيار الذي رغب في عدم الكشف عن هويته أنه بعيداً عن الخوض في مطالب الزيادة في الأجور التي يطالب بها الربابنة فإن شركة “لارام” تعيش حسب قوله فوضى عارمة و تدبيراً فاشلاً يهددها في كل مرة بالإفلاس لولا تدخل الدولة التي تضخ في حسابها أموالاً ضخمة.
و أضاف ذات الطيار الخبير أن عدد ربابنة الخطوط المغربية بصنفيهم “قائد طائرة” و “مساعد القائد” يصل لـ500 شخص منهم نسبة 70 في المائة منخرطون في الجمعية المغربية للربابنة AMPL.
و أوضح ذات المتحدث في حديث لـRue20.Com أن معدل الرواتب الشهرية التي يتوصل بها الربابنة تتراوح بين 12 و 15 مليون سنتيم بالنسبة لـ”قائد الطائرة” و 6 و 9 ملايين بالنسبة لـ”مساعد القائد”.
و سجل أن الرواتب تتضاعف حسب عدد الرحلات التي يقوم بها الطيارون و كذا المناصب التي يشغلها بعض الربابنة داخل شركة الخطوط الملكية المغربية حيث كشف أن من بينهم من يتوصل بأكثر من 24 مليون شهرياً حيث يجمع بين راتبي مهنته كربان و إطار في الشركة.
و عن مضيفي الطيران يقول ذات الطيار أن فرع شركة “الخطوط الملكية المغربية” المسمى “أطلس مولتي سيرفيس” هو الذي يشرف عليهم حيث يتقاضى أغلبهم رواتب تتراوح ما بين 7 و 8 آلاف درهم و تصل مع “البريمات” لـ10 آلاف درهم شهرياً وهو ما اعتبره ذات المتحدث إقصاءً و فارقاً مهولاً بين أفراد الطائرة الواحدة و الذي يجعل المضيفين حسب قوله يلجأون في أحايين كثيرة إلى ممارسة أعمال تجارية إضافية داخل الطائرة و خارجها.
و بالعودة لربابنة الشركة كشف ذات الطيار أن “لارام” و ما لا يعرفه كثيرون أنها لم تعد تقبل توظيف و إدماج الربابنة المغاربة المتخرجين من المدارسة الثلاثة المتواجدة بأرض الوطن حيث اقتصرت على قبول الطيارين المتخرجين من مدارسة أوربية و خاصة بفرنسا مشيراً في ذات الوقت إلى أن العديد من الأسر المغربية تكون مجبرة على إرسال أبنائها للدراسة في الخارج بتكاليف باهظة ليتم قبولهم في “لارام”.
و شدد ذات المتحدث على أن تشغيل الربابنة في شركة الخطوط المغربية لوحده يتطلب تحقيقاً حيث يتم قبول ” غي ولد فلان وفلان و لن تجد في ربابنة الشركة مواطناً عادياً و ابن أسرة فقيرة أو متوسطة الحال”.
و أضاف أن العديد من الأسر الميسورة تقوم بإرسال أبنائها للدراسة في فرنسا و خاصة في مدرسة “مونبولييه” للربابنة حيث تمتد الدراسة لقرابة 3 سنوات و تكلف قرابة 80 مليون و ذلك لزيادة حظوظها في إدماج أبنائها داخل الشركة المغربية التي تجبر كل ربان متخرج على فترة تدريب تدوم لعام كامل.
ذات الخبير في الطيران اعتبر أن الشركة المغربية تعيش فوضى عارمة منذ مدة طويلة و لازالت بسبب “التسيير الفاشل و العشوائي” مشيراً إلى أن “الرواتب الضخمة و الغير المعقولة التي يحظى بها عدد من المحظوظين تهدد الشركة في كل مرة بالإفلاس”.
و أوضح أن أول إجراء قام به المدير العام الجديد “عبد الحميد عدو” بعد تعيينه هو منح نفسه “بريم” بقيمة 200 مليون مضيفاً أن هناك موظفين كبار في الشركة تصل رواتبهم لـ30 مليون شهرياً أو أكثر.
و اعتبر ذات الطيار أن المداخيل التي تدرها الرحلات الجوية و التجارية للشركة لا تصدق إلا أنها رغم ذلك تطلب كل سنة من الدولة ضخ موارد مالية ضخمة في خزينتها متسائلاً بالقول : ” رحلات الشركة نحو العالم دائماً مملوءة ..فتصور أنت مداخيلها اليومية ..أين يذهب كل هذا ؟” يضيف ذات المتحدث.