زنقة 20 . الرباط
نشرت وكالة رويترز ما قالت أنه تحقيقاً حول احتجاجات جرادة التي تزايدت بعد مصرع عامل إثر انهيار بئر للفحم الحجري أمس الخميس.
و قالت الوكالة أن المغاربة الذين يخاطرون بحياتهم في التنقيب عن الفحم بمناجم مهجورة استمعوا إلى مسؤولين حكوميين و الآن يريد بعضهم من الملك نفسه حيث نقلت عن ناشط قوله : ” الملك هو على الأرجح الشخص الوحيد الذي يستطيع حل هذا الأمر“.
و نقلت رويترز عن عامل مناجم سابق في مدينة جرادة طلب عدم نشر اسمه خوفا من الانتقام قوله : ”عندما أغلقوا المناجم عرضوا علينا وظائف جديدة وتعويضات لكن لم يحدث شيء“ وأضاف ”سنواصل الاحتجاج حتى تتحسن حياتنا“.
و اضافت رويترز : ” ولم يلحق عمال المناجم بركب التحرير الاقتصادي الذي لاقى استحسانا من صندوق النقد الدولي خلال مؤتمر إقليمي عقد في مراكش هذا الأسبوع تحت عنوان ”الازدهار للجميع ورفع الملك محمد السادس، الذي له السلطة المطلقة في المغرب، مستويات المعيشة في المناطق الحضرية والساحلية، ونهض بمكانة البلاد في الخارج ودشن استثمارات في ساحل العاج وغيرها من البلدان الواقعة في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء. لكن السخط يتنامى في بعض المناطق الفقيرة في الوقت الذي تطبق فيه الحكومة إصلاحات العملة وخفض الدعم لدفع عجلة النمو الاقتصادي.”
و استرسل تحقيق رويترز : ” ووجدت احتجاجات جرادة أرضية مشتركة مع المعارضة التي تراجعت منذ عام 2016 في الريف بشمال البلاد. والمجموعتان مدفوعتان بوفاة رجال عانوا من مصاعب الحياة. ولا تصل هذه الاحتجاجات إلى مستوى المظاهرات الحاشدة التي هزت الدولة الواقعة في شمال أفريقيا في عام 2011 عندما أطاحت انتفاضات الربيع العربي بالحكام في تونس ومصر وليبيا، لكنها تشكل تحديا للملكية الدستورية التي يملك فيها الملك صلاحيات واسعة.
و اعتبرت الوكالة أن : ” الاستقرار في المغرب أمر مهم بالنسبة للحكومات الغربية إذ أنه البلد الوحيد بشمال أفريقيا الذي فشلت الجماعات المتشددة في أن يكون لها فيه موطئ قدم. والرباط هي أيضا شريك رئيسي في تبادل معلومات المخابرات بشأن التشدد الإسلامي.”
و أضافت رويترز أن الاحتجاجات في جرادة تزايدت بعد أن غرق شقيقان وهما ينقبان عن الفحم تحت الأرض. وكان أحد الشقيقين قد اخترق بئر ماء مجاورا مما تسبب في غمر المنجم بالماء.
ويقول السكان حسب ذات المصدر إن المدينة أهملت منذ إغلاق المناجم قبل نحو 20 عاما وإن التوترات مع الجزائر أغلقت الحدود القريبة في نفس الوقت تقريبا. ويقول عمال المناجم إنهم يبيعون كيس الفحم بما يتراوح بين 60 و 80 درهما (6.5 دولار إلى 8.7 دولار) للتجار الذين يبيعونه بدورهم بنحو 600 درهم للمطاعم والفنادق والحمامات العامة.
وقال عبد الوهاب حوماني الناشط في جرادة ”أصحاب النفوذ يستغلون عمال المناجم الذين لا يملكون وظائف أخرى والمسؤولون على علم بذلك… نطالب بالوظائف والتنمية ومحاسبة الفاسدين“.
و أضافت رويترز : ” ولم يتسن الوصول بعد إلى وزارة الطاقة والمعادن والتنمية للتعقيب لكن الوزير عزيز رباح قال في يناير كانون الثاني إن الدولة تعاملت بشكل إيجابي مع مطالب المدينة وإن هناك لجنة تدفع تعويضات للمناجم المغلقة. وتراجعت الاحتجاجات ضد فواتير الكهرباء المرتفعة قبل وفاة عمال المناجم. ويقول سكان جرادة إنهم سيستمرون رغم أن عشرات من قادة وأعضاء حركة الاحتجاج في الريف المعروفة باسم الحراك الشعبي يحاكمون الآن.”
و قالت أن ” الشرطة أقامت نقاط تفتيش لمراقبة تنقلات السكان من جرادة وإليها حيث يقول السكان إن عمال المناجم يجتمعون أسبوعيا في الساحة الرئيسية لمطالبة الدولة بالمساعدة وتوفير وظائف بديلة.”
و تضيف رويترز : ” ووفقا لتدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي كان بعضهم يهتف ”الحراك .. الحراك“ في إعلان للتضامن مع الريف، حيث بدأت الاحتجاجات بعد أن سُحق رجل حتى الموت في شاحنة قمامة وهو يحاول انتشال أسماك اصطادها بشكل غير قانوني وألقت بها الشرطة في القمامة.”
و أوضحت رويترز أن لا أحد “يدعو في المظاهرات للإطاحة بالملك. ويخشى الكثير من المغاربة من عدم الاستقرار الذي يهز ليبيا وأجزاء أخرى من المنطقة وينتقدون الحكومة وحاشية الملك بدلا من الملك نفسه.”
و أشارت رويترز إلى أن وزير الفلاحة عزيز أخنوش حل بجرادة في أواخر يناير للتحدث مع السكان الغاضبين و أعلن واحد عن استثمارات زراعية بقيمة 28 مليون درهم.