زنقة 20 . الرباط
انتبه البيضاويين، قبل شهرين، لاختفاء الحاويات الكبيرة من نوع “باف” من شوارع أنفا والمعاريف وسيدي بليوط وابن امسيك ومولاي رشيد وسيدي عثمان وسباتة، دون أن يعرفوا مصير 3000 حاوية اقتنتها شركة “سيطا بلانكا” من سويسرا بكلفة إجمالية وصلت إلى أربعة ملايير ونصف المليار، وفقا للمعايير المنصوص عليها في دفتر التحملات قطاع النظافة 2014.
و تسائل البيضاويون عن مصير هذه الحاويات التي عوضت بأخرى من النوع العادي المعمول به بأغلب المقاطعات الأخرى، والمكان الذي وضعت فيه، ومسطرة إعادة تثمينها من أجل بيعها، أو استغلالها، قبل أن يأتي الجواب الصادم بأن الحاويات توجد في مزبلة عشوائية وراء حديقة سندباد.
وتعمدت الشاحنات التي تكلفت بحمل صناديق القمامة إلى هذه “الحفرة” وضعها بعيدة عن الأنظار حتى لا ينتبه إليها المارون وسائقو السيارات الذين يعبرون الطريق المؤدي إلى أحياء سكنية عشوائية، ومنها إلى طريق يوصل إلى وسط الحي الحسني.
وقال مصدر إن المكتب المسير لمجلس المدينة لم يجد غير هذه “الطريقة” للتخلص من إرث شركة “سيطا بلانكا”، بعد فسخ عقد التدبير معها وتعويضها بشركتين (مغربية وفرنسية)، مؤكدا أن جزءا آخر من هذه الحاويات مازال عالقا بالمقاطعات سيدي عثمان ومولاي رشيد ينتظر أن يلقى المصير نفسه، أي الرمي في حفرة وسط الأزبال.
وأكد المصدر نفسه حسب “الصباح” أن عمدة المدينة “عبد العزيز العماري” ظل يواجه، منذ وصوله في شتنبر 2015 إلى رئاسة المجلس، انتقادات حادة إلى هذا النوع من الحاويات التي قال أنها لتتناسب سلوكات المغاربة، وتسبب سوء استعمالها في تدهور قطاع النظافة بالمنطقتين 1 و3.
وأوضح المصدر أن هذه الانتقادات توجت بفسخ العقد مع الشرطة المستوردة لهذه الصناديق، لكن ذلك لم يمنح للمسؤولين أي مبرر برمي أموال عمومية تقدر بأكثر من أربعة ملايير من النافذة.
ويجهل إلى حد الآن مصير هذه الحاويات التي تتعرض لكل عوامل التعرية والتلف والصدأ والنهب بهذا المكان غير المحروس، علما أن الجماعة لم تعلن إلى حد الآن عن أي طلب عروض لبيع هذه “الخردة” في مزاد علني، على الأقل لدعم المداخيل التي تشكو من هزال كبير.
ويشار إلى أن شركة “سيطا بلانكا” وزعت، منذ 2014، عددا من حاويات “باف”، وهي صناديق تختلف عن الصناديق العادية وتتوفر على مواصفات تقنية تساهم في الحفاظ على البيئة ونظافة الهواء من الروائح الكريهة وتمنع تشتت الأزبال خارجها، كما تختزل العدد الكبير من صناديق القمامة بفضل حجمها الكبير، إضافة إلى سهولة حملها وتفريغها.