زنقة 20. الرباط
اعتبر ‘عبدالرحيم المنار اسليمي’ ،رئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني، أن ‘البيان الصادر عن الأمين العام للأمم المتحدة هو بمثابة تحذير أممي للبوليساريو حول الأعمال التي إما قام بها أو ينوي القيام بها عن طريق نشر بعض أفراد من مليشياته لعرقلة المرور في المنطقة العازلة’.
وكتب الباحث المتخصص في الشأن الأمني في مقالة له أن ‘هذا التحذير الأممي يُعطي للمغرب حق الدفاع الشرعي عن النفس(طبقا للمادة 51 من ميثاق الامم المتحدة ) ضد كل عمل عدواني طائش قد يقوم به البوليساريو في المنطقة العازلة’.
ويضيف ‘اسليمي’ أن ‘بيان الأمين العام الأممي يستمد مرجعيته من قرار مجلس الأمن رقم 2351 ( 28 ابريل 2017) الذي يقر أن الأزمة في المنطقة العازلة في الكركرات تتعلق بمسائل أساسية مرتبطة بوقف إطلاق النار واتفاقيات أخرى’.
و وصف ‘اسليمي’ ما أقدمت عليه جبهة البوليساريو، بنشرها لأفراد من مليشياته ومحاولته عرقلة المرور في المنطقة العازلة بكونه تحدياً لمجلس الأمن مرة أخرى وخرق لقواعد قانونية دولية وهو ما يُعطي للمغرب بمقتضى قواعد ميثاق الأمم المتحدة حق الدفاع الشرعي عن النفس.
ذات الباحث المتخصص في الشؤون الأمني، اعتبر أن السياق الذي يعود فيه البوليساريو للتهديد بهذه الأعمال العدوانية الطائشة مرتبط بدرجة اليأس التي تشعر بها قيادة البوليساريو المتمثلة في ابراهيم غالي ورئيسه الحربي القايد صالح في الجزائر بعد شعورهما أن مقاربة غوتيريس وممثله الجديد الالماني كولر باتت مختلفة ،فالواضح أن التهديد بأعمال عدوانية طائشية تُرتكب في المنطقة العازلة من طرف مليشيات البوليساريو يأتي بعد أحداث جوهرية في ملف الصحراء منها تحول المقاربة الامنية في النظرة للملف ،وتقييم القوى الكبرى لمايجري في المنطقة بكون كل مايمكن أن يحدث فيه من انزلاقات البوليساريو بتحريض جزائري سيعصف بالأمن والسلم الاقليميين ،يُضاف إلى التفوق الجيو-استراتيجي الكبير الذي أحدثه المغرب في المنطقة وهو الشىء الذي خلق عزلة للجزائر والبوليساريو وضيّق هامش تحركهما’.
وحسب ‘اسليمي’ فان جنرالات الجزائر هادوا إلى التخطيط مرة أخرى بأن يخوض البوليساريو حربا بالوكالة ضد المغرب يكون منطلقها أعمال عدوانية تبدأ من المنطقة العازلة ،و يفتح بيان الامين العام الاممي المدعوم بمرجعية قرار مجلس الامن رقم 2351 وكل النقاشات التي سبقته في ابريل الماضي فرصة قانونية لحق الدفاع الشرعي عن النفس والتصدي لكل المخاطر الموجودة في المنطقة العازلة ،والمطلوب مراقبة الوضع فالتهديدات والتحركات التي قام بها البوليساريو جعلته يسقط في فخ تحمل مسؤولية أي حدث عدواني قد يمس الافراد العابرين للمنطقة العازلة نحو موريتانيا .
الى ذاك، كان السفير ممثل المغرب الدائم لدى الأمم المتخدة عمر هلال، وردا منه على سؤال حول تذكير الأمين العام بالصلة بين انسحاب “البوليساريو” وضرورة تهيئة جو يفضي إلى استئناف الحوار السياسي، أجاب بأن تحذير أنطونيو غوتيريس “مهم جدا لأن هذا الأخير يدرك أنه لا مجال لمسلسل سياسي عندما تختار الأطراف الأخرى الاستفزاز والتصعيد”.
وأوضح هلال أن المملكة المغربية، شأنها في ذلك شأن الأمين العام وأعضاء مجلس الأمن، ترى أن استفزازات “البوليساريو” تتناقض مع الجهود الحالية للسيد كولر لإحياء العملية السياسية.
وحذر سفير المغرب من أن أي مسلسل سياسي غير ممكن طالما أمعنت الأطراف الأخرى في انتهاكاتها المتكررة للاتفاقات العسكرية ولوقف إطلاق النار، وكذلك في تكتيكاتها المعتادة لإذكاء التوتر والتأزيم عشية الاستحقاقات الأممية.
وكما ذكر بذلك بيان الأمين العام الصادر هذا الصباح، يضيف هلال، فإن المسلسل السياسي بحاجة ماسة إلى جو من الهدوء واحترام الالتزامات المتعهد بها.
وخلص هلال الى أن “المملكة المغربية أوفت بالتزاماتها منذ أزمة العام الماضي ولم تقم بأي عمل يؤثر على الوضع بالمنطقة العازلة في الكركارات، كما أنها تتحلى بضبط النفس انسجاما مع الرغبة المعبر عنها من طرف الأمين العام، غير أن لصبرها حدود”.