زنقة 20 . الرباط
هنأ الملك محمد السادس، الأحد، رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة السنة الميلادية الجديدة 2018، في خطوة جاءت بعد توتر في العلاقات خلفتها تصريحات وزير الخارجية عبد القادر مساهل تجاه الرباط.
وذكرت صحيفة “الشروق” الجزائرية، التي أوردت الخبر في عددها الصادر اليوم الاثنين، أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة كان قد وجه رسالة تهنئة إلى الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف قبل أيام، أكد فيها أن المناسبة “تحثنا على العمل معا على تمتين أواصر الأخوة والتآزر التي تجمع بين شعبينا الشقيقين والدفع بها إلى مستويات أعلى تحقق لهما ما يطمحان إليه من تقدم وازدهار”.
وتأتي التهاني المتبادلة بين قيادتي الجزائر والمغرب، بعد أسابيع من أزمة بين البلدين، خلفتها تصريحات وزير الخارجية عبد القادر مساهل حول تبييض أموال الحشيش المغربي في القارة الإفريقية.
واستدعت الرباط القائم بأعمال سفارة الجزائر لديها للاحتجاج على التصريحات كما دعت سفيرها بالجزائر للتشاور قبل أن تعيده إلى منصبه قبل أيام.
وطالبت الرباط باعتذار رسمي عن التصريحات لكن الجزائر رفضت ذلك، فيما بادر الوزير الأول أحمد اويحيى إلى تحية الملك محمد السادس في القمة الإفريقية الأوروبية الأخيرة بكوت ديفوار.
وفي لندن قلل الديبلوماسي الجزائري السابق محمد العربي زيتوت في حديث مع وكالة “قدس برس”، من أهمية الرسائل المتبادلة بين قيادتي البلدين، واعتبرها مجرد “استهلاك إعلامي ليس إلا”.
وقال زيتوت: “للأسف ليست هنالك أي تهدئة بين المغرب والجزائر، لأن نظامي البلدين يتغذيان من الخلافات القائمة بينهما” وأكد ذات المتحدث، أن “مسألة العداء للمغرب بالنسبة للنظام الجزائري قضية مركزية واستراتيجية، لأنها تبرر عمليات التسلح الهائلة وتبرر جزئيا عملية القبضة الحديدية تحت شعار مكافحة الإرهاب، ووفق نظرية صناعة العدو”.
وأضاف: “النظام المغربي كذلك مستفيد ومتضرر في الآن ذاته، فهو مستفيد لجهة تبرير التسلح وما يصاحبه من فساد، لكنه متضرر أكثر بسبب الحدود المغلقة وبسبب استمرار قضية الصحراء الغربية”.
وأشار زيتوت، إلى أن “أمر تبادل الرسائل بين قيادتي المغرب والجزائر، بات أمرا معتادا ولا يعكس أي إرادة للتهدئة بين البلدين”، على حد تعبيره.
وتعيش العلاقات بين الجزائر والمغرب حالة توتر مزمنة بسبب الخلاف حول قضية الصحراء وقد تطور الخلاف في منتصف التسعينيات عندما أغلقت الحدود البرية بين البلدين.