ماكرون يؤجل زيارته للجزائر ويبعث بحكومته كاملةً للرباط لتمتين علاقات الصداقة والتبادل التجاري

زنقة 20. الرباط

لازالت الجارة الجزائر تنتظر الزيارة الرسمية التي كان قد أعلن عنها الرئيس الفرنسي عقب انتخابه رئيساً، اثر تخصيصه للمغرب بأول زيارة لبلد خارج الاتحاد الأوربي.

الاعلام الجزائري سارع الى طمأنة السياسيين والاقتصاديين بقرب انعقاد القمة الجزائرية الفرنسية قبل أن تتفاجإ الجارة الشرقية بتأجيل اللقاء عالي المستوى والذي كان ينتظره الجزائريون خلال بداية نونبر الجاري، خاصة وأن حكومة أويحيى كانت تمني النفس بتسريع انجاز مصنع شركة ‘بيجو-سيتروين’ بالجزائر لتقديمه للجزائريين كإنجاز كبير للحكومة.

انجاز مصنع ‘بيجو-سيتروين’ بالقنيطرة وشروعه فعلياً في العمل أغضب الجارة الحزائر رغم كون المصنع الجزائري كان مبرمجاً قبل نضيره المغربي، ما رفع حدة الحسد والغضب لدى الجيران.

وكانت الرئاسة الجزائرية قد أعلنت الاسبوع الماضي أن الرئيس الفرنسي سيقوم بزيارة رسمية للجزائر في 6 دجنبر المقبل.

وتتسم العلاقات المغربية الفرنسية على مر الزمن بصداقة استثنائية وطموح ثابت من أجل الارتقاء بها إلى أعلى المستويات في جميع المجالات.

وتأتي زيارة الوزير الأول الفرنسي إيدوارد فيليب إلى المغرب يومي الأربعاء والخميس، في هذا السياق، حيث سيترأس إلى جانب رئيس الحكومة سعد الدين العثماني أشغال اللقاء ال 13 المغربي الفرنسي من مستوى عال.

وأكدت رئاسة الحكومة أن هذا اللقاء ” يشكل مناسبة للتنويه بالمستوى المتميز للصداقة بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية، وتمنح الفرصة لتعزيز التعاون الثنائي في عدد من المجالات الاقتصادية والاجتماعية، خاصة تلك المتعلقة بالتربية والتكوين وتحسين مناخ الأعمال وتشجيع الابتكار وتعزيز التعاون في مجال الجهوية وتنسيق المبادرات الموجهة للقارة الإفريقية “.

كما سيتم في إطار هذه الدورة، حسب المصدر ذاته، تنظيم المنتدى الاقتصادي الفرنسي المغربي حول موضوع “فرنسا- المغرب: جسور من أجل التنمية والتشغيل”، الذي سيشكل محطة للتباحث حول مختلف آفاق الشراكة القائمة بين رجال أعمال البلدين.

وأوضح الاتحاد العام لمقاولات المغرب أن هذا المنتدى يهدف إلى تطوير مجالات جديدة للفرص الاقتصادية بين مقاولات البلدين واستكشاف طرق للتنمية المشتركة في إفريقيا.

ويتضمن برنامج هذا اللقاء، الذي ينظم بشراكة مع حركة المقاولات بفرنسا،، عددا من الورشات تهم رهانات وآفاق التنمية المشتركة في إفريقيا، وتحديات التمدن والتنمية المستدامة في التعاون الفرنسي-المغربي، ونجاح الصناعات الزراعية المندمجة، وكذا الثورة الرقمية للمقاولة.

ومن شأن هذه الزيارة أن تفتح آفاقا جديدة أمام العلاقات الثنائية وديناميتها طبقا لإرادة قائدي البلدين.

وقال الناطق الرسمي لوزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية إن عددا كبيرا من القضايا سيتم تناولها خلال هذه الزيارة، مشيرا إلى التوقيع، بهذه المناسبة، على اتفاقيات تعاون في مختلف المجالات من أجل تعزيز ” الشراكة الاستثنائية ” بين البلدين.

وكدليل على إرادة البلدين في المضي قدما في علاقات الصداقة المتجددة التي تربط المغرب وفرنسا، اختار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المملكة في أول زيارة له بعد انتخابه في ماي الأخير.

وكان الملك محمد السادس قد جدد التأكيد من جانبه على تفرد العلاقات المغربية الفرنسية في برقية إلى ماكرون بعد انتخابه رئيسا للبلاد، والتي حرص فيها المٓلك على التذكير بأن الشعبين المغربي والفرنسي، اللذين تربطهما علاقات صداقة عريقة، أساسها التقدير المتبادل والقواسم الثقافية والقيم الإنسانية المشتركة، تمكنا، على مر السنين، من إرساء شراكة قوية ومتعددة الأبعاد، تتميز بالرسوخ والاستمرارية.

وأضاف الملك ” إنه خيار استراتيجي، تبناه بلدانا بكل إرادة والتزام، وما فتئا يعملان معا من أجل تعزيزه وإعطائه نفسا دائم التجدد، رفعا لمختلف التحديات السياسية والانسانية والاجتماعية والاقتصادية، التي واجهتهما خلال عقود عدة”، معربا عن يقينه بأن هذه الشراكة، سوف تتسم، خلال الولاية الرئاسية للسيد إمانويل ماكرون، “بنفس الدينامية، وستزداد عمقا ومتانة “.

كما أعرب الملك عن عزمه العمل مع الرئيس الفرنسي من أجل المضي قدما في الاستثمار الأمثل للإمكانات المتاحة أمام التعاون الاقتصادي بين البلدين، وتعزيز تطابق وجهات النظر بينهما إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وكذا العمل على تدعيم جهودهما لصالح القضايا المتعلقة بالمناخ، من أجل تنمية بشرية ومستدامة تعود بالنفع على الجميع.

وهكذا، تعد مجموعة من المجالات بتعاون أكثر كثافة في إطار استمرارية المشاريع التي تم إطلاقها، والطموح الذي عبر عنه البلدان من أجل تطوير تعاونهما في قطاعات المستقبل، وخاصة النقل، والطاقات المتجددة، والمجال الرقمي، والسياحة، في اتجاه الأسواق الواعدة وعلى رأسها إفريقيا.

ويهم التعاون الثنائي أيضا الحرب على الإرهاب والتطرف انطلاقا من تشبث البلدين بمبادئ السلم والأمن والنهوض بقيم الانفتاح على الآخر والحوار بين الثقافات والحضارات.

وشدد الملك في هذا الصدد على التأكيد للرئيس الفرنسي حرص جلالته القوي على العمل سويا من أجل توطيد هذا التعاون النموذجي، بما يمكن من رفع مختلف التحديات التي يواجهها الفضاء الأورو ــ المتوسطي، ومنطقة الساحل والصحراء.

وعلى المستوى الثقافي، يتميز التعاون الثنائي بالتنوع كما يعكس ذلك الحضور القوي للمعهد الثقافي الفرنسي بالمغرب وكذا التنظيم المشترك لعدد من التظاهرات الثقافية في البلدين معا.

وتهدف الاجتماعات الرفيعة المستوى بين البلدين، والتي بدأت عام 1997 إلى تعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية والمتعددة الأبعاد والاستثنائية بين المغرب وفرنسا وتكثيف الحوار السياسي الثنائي.

وخلال زيارته الأخيرة للمغرب في أكتوبر الماضي، أكد وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان أن هذه الشراكة “نموذجية ووصلت إلى مستوى كبير جدا في جميع المجالات “.

من جانبها، وصف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، هذه الشراكة بأنها “استراتيجية واستثنائية”.

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد