زنقة 20 . الرباط
قلل القيادي في “جماعة العدل والإحسان” فتح الله أرسلان، من جدوى سعي الحكومة للبحث عن حلول لـ “حراك الريف” بعيدا عن رموز هذا الحراك المعتقلين.
وأكد أرسلان في حديث لوكالة “قدس برس”، أن “الخطوة الأولى المطلوبة لتهدئة الأوضاع في الريف ، تكون عبر إقدام الحكومة على الإفراج على رموز الحراك المعتقلين، والدخول معهم في حوار مباشر لمعالجة مطالبهم بواقعية وجدية”.
ورأى أرسلان، أن “استمرار الحكومة في اعتماد المقاربة الأمنية في التعامل مع حراك الريف المستمر منذ أكتوبر الماضي، (تاريخ وفاة بائع الأسماك محسن فكري مطحونا)، لن يزيد الحراك إلا اتساعا” وأضاف: “خطوة الإفراج عن المعتقلين خطوة أساسية وضرورية إن كانت هناك إرادة حقيقية لإنهاء هذا الحراك ومباشرة إصلاحات حقيقية عبر إشراك المعنيين بالأمر مباشرة وحوارهم على الأرض”.
وأشار أرسلان إلى “وجود تناقض في خطاب الدولة، إذ في الوقت الذي تظهر فيه غضبا عن بطء الإصلاحات في الحسيمة، فإنها في الوقت نفسه مستمرة في سياسة الاعتقال والاختطاف، وهذا تناقض لن يزيد الأوضاع إلا سوءا”.
وحمّل، قيادي “العدل والإحسان”، السلطة مسؤولية اندلاع هذا الحراك من أصله، وقال: “نحن قلنا منذ البداية، إن السياسات العمومية في المغرب، القائمة على زيادة الفقير فقرا والغني غنى، هذا هو الذي فجر الأوضاع”.
وأضاف: “ما يقع في الريف له قابلية للامتداد إلى مناطق أخرى في المغرب، وقد بدأ بالفعل، وليس من صالح الشعب ولا الدولة أن تستمر هذه الأجواء المشحونة وغير المساعدة على الاستقرار”.
وأكد أرسلان أن الجميع مدعو لاستشعار خطورة الوضع، وأن يسعى العقلاء لتغيير هذا المنطق الذي يراهن على المقاربة الأمنية، وذلك من خلال معالجة شمولية تشرك المعنيين في الأمر مباشرة”.
ونفى أرسلان أي مسؤولية للعدل والإحسان في الحراك، وقال: “هذه تهمة أصبحت متجاوزة، فهذا حراك شعبي أعلن قادته انهم مستقلون عن أي أطراف سياسية” وأضاف: “حاولت الدولة إلصاق الحراك بهذا الطرف أو ذاك، لكن الآن الجميع مقتنع أننا لسنا مسؤولين عما يقع، وإنما هو (الحراك) ردة فعل شعبية عن سياسات التهميش والاحتقار”.
ورأى أرسلان أن تعاطي أجهزة الدولة مع حراك الريف أثبت أن مسار الإصلاح بدأ عام 2011 عبر الدستور والانتخابات، لم يكن إلا ذرّا للرماد في العيون وانحناء للعاصفة القوية مع الربيع العربي، أما الآن فبعدما شعر المعنيون بالاستقرار وهدوء رياح الربيع العربي فقد حصلت انتكاسة على جميع المستويات، وتم التخلي عن كل الشعارات الإصلاحية ورجعنا إلى نقطة الصفر قبل عام 2011″، على حد تعبيره.