زنقة 20 . محمد أربعي
قال عالم الاجتماع المغربي، الدكتور إدريس بنسعيد إن الحركات الإحتجاجية التي اندلعت بالمغرب مؤخراً تعبر عن أزمة سياسية عميقة يمر منها المغرب مضيفاً أن ظاهرها حركات اجتماعية لفئات من المجتمع خرجت للشارع للمطالبة بحقوقها في الشغل و العدالة الإجتماعية و التطبيب وهي مطالب حسب “بنسعيد” محددة و يمكن الإستجابة لها بإجراءات إدارية إلا أنها في العمق تعبر عن أزمة عميقة تخترق المغرب بكامله و تسائل الجميع.
و أضاف السوسيولوجي المغربي في لقاء رمضاني احتضنه المقر المركزي للمنظمة الديمقراطية للشغل أمس الخميس بالرباط تمحور حول المسائلة الإجتماعية و الحركات الإحتجاجية أن الأخيرة تعبير عن حنق يصيب المواطنين من تدني شروط الحياة و يخرجون للشارع وهو ما يعني أنها ليست منظمة أي تقودها هيئات و جهات لأنها عفوية بطبيعتها وهو أمر يسائل الجميع يقول بنسعيد.
واعتبر ذات المتحدث أن الأحزاب السياسية و النقابات و مؤسسات المجتمع المدني تعتبر شرطاً ضرورياً للديمقراطية و الحوار لجمع مطالب المحتجين الجزئية و المتفرقة وتقديمها بشكل سياسي و منظم وترتب على إثرها الأولويات.
و اشار “بنسعيد” إلى أن الحركات الإحتجاجية تظهر أن المجتمع لم تبقى له وسيلة للتعبير عن نفسه سياسياً معتبراً أن المغرب يعيش في إطار مشروع يسعى تدريجياً إلى تضييق الحياة السياسية مضيفاً أن الحركات الإجتماعية بطبيعتها ليست لها زعامات و رؤوس من البداية وهي عبارة عن جسد مريض يعبر عن مرضه برفع مطالب اجتماعية كالشغل و التطبيب و السكن وهي مشخصة للأعراض.
و أكد “بنسعيد” أن الدولة هي المسؤول الأساسي عن تضييق و قتل الحياة السياسية و النقابية مشيراً إلى أن ذلك لا يعني أن الأحزاب في وضعيتها الحالية لها كامل المواصفات الديمقراطية الداخلية و المصداقية.
واعتبر ذات السوسيولوجي أن الإحتجاجات تعبر عن تغيرات عميقة في المجتمع المغربي يشعر بها الجميع إلا السلطة متسائلاً بالقول : “لا أعرف كيف تفكر في هذه الأمور و أسبابها ؟”.
بنسعيد أشار إلى أن الإحتجاجات تختلف بين زمن و آخر بين عهد الملك محمد الخامس و محمد السادس مثلاً مضيفاً أنها تختلف كذلك من منطقة لأخرى.
و خلص ذات المتحدث إلى أن الأزمة عميقة وسوء تفاهم عميق و القدرة على الإستيعاب السياسي توجد الآن في مرحلة “بلوكاج” .