زنقة 20 . سهام الفلاح
يحفظ التاريخ ذكرى محمد بوضياف بوصفه “مهندس الثورة”، الذي شارك في إطلاق شرارة الثورة الجزائرية، وفي تأسيس جبهة التحرير الوطني، وواجه قدرا استثنائيا، بينما كان بإمكانه التربع على قمة هرم السلطة بعد الاستقلال، وجد نفسه في معارضة رفاق الأمس ولجأ إلى المغرب، إلى حدود المناداة عليه لتولي رئاسة الجزائر، حيث عاش في المغرب منذ 1964 لمدة 28 سنة.
كانت للزعيم الوطني، علاقة وطيدة مع عبد الكريم الخطابي، فضلا عن الملك الراحل الحسن الثاني، الذي استقبل هذا اللاجئ الذي له دورا في توصل المخابرات الفرنسية لمعلومات دقيقة حول تاريخ ومسار الرحلة التي كان يفترض أن تقل بوضياف، من المغرب إلى تونس، خريف سنة 1956، وكان يدرك جيدا أن “فرنسا فرضت ضغوطا قوية على المغرب للوصول إلى أهدافها”، حسب ما ذكرته مجلة “زمان”.
ونودي على “بوضياف” سنة 1992 ليتولى رئاسة الدولة الجزائرية، وبالرغم من ذلك لم يقطع علاقاته الشخصية مع المغرب مما سبب له متاعب مع الجنرالات، ليتم اغتياله أثناء إلقائه كلمة في ندوة، بعنابة، كانت تبثها التلفزة الجزائرية مباشرة، يوم 29 يونيو 1992.