زنقة 20 . الرباط
في مقال نشره على موقع صحيفة الشرق الأوسط كتب وزير السياحة المقال من الحكومة المنتهية ولايتها “لحسن حداد” يقول إن الأفارقة ينتشرون في شوارع العاصمة الرباط و الدار البيضاء يتسولون دراهم معدودة عند مفترق الشوارع.
وقال “حداد” إنه ” عند مفترق الشوارع بالرباط والدار البيضاء، كل صباح وكل مساء، يقصدك وأنت سائق، عشرات الشباب القادمين من بلدان جنوب الصحراء، يمدون أيديهم سعيا لكرمك. قد تعطيهم درهما أو اثنين، أو قد تبقي زجاج نافذتك مغلقا تؤرقك أسئلة وأسئلة حول هؤلاء «الضيوف» الجدد”.
وأضاف “حداد” أن ” البعض من هؤلاء أوصلته الأقدار إلى شواطئ ليبيا لكان قد استقل زورقا غير آمن إلى جزيرة لمبيدوزا. قد يصل حيا منهكا من الجوع والبرد وطول السفر إلى الأراضي الإيطالية، وقد يهلك في أعالي البحار ويصير مادة إعلامية دسمة حول الهجرة السرية أخطارها وفواجعها” معتبراً أنه ” من حسن حظ هؤلاء (أو سوء حظهم من يدري) أنهم وجدوا أنفسهم في المغرب، يؤمون المآوي أو يعيشون في غابات الشمال، ينتظرون الفرصة للعبور نحو أوروبا، أو يأملون في أن يحصلوا على الترخيص للعمل والاستقرار داخل المغرب”.
“الهرب إلى الإلدورادو الأوروبي صار الملاذ الوحيد للكثير من شباب غرب أفريقيا ووسطها وشرقها. بعض الأسر قد تبيع بهائمها وأرضها وممتلكاتها لتؤمّن مصاريف السفر لدى مافيات تهريب البشر، التي قد تصل إلى الآلاف من الدولارات. الرحلة عبر الغابات الاستوائية والسافانا والصحراء الكبرى قد تأخذ أسابيع، وسط الحر والقر؛ بطون جائعة، أجساد منهكة، نساء يغتصبن ليلا، عنف وتعنيف، سرقة، جرائم صغيرة، حمل غير مرغوب فيه، تلكم تيمات هذه الرحلة الطويلة المكلفة نحو المجهول يقول الوزير السابق.
وأشار “حداد” إلى أن سبب هجرة الأفارقة هو أن ” أحلامهم تبخرت على حجرة الواقع المر الصلبة: نظام تربوي فاشل لا يعلمهم الكفاءات اللازمة للعمل؛ الواقع الاقتصادي الرديء لا يخلق فرصا للشغل؛ التغيرات المناخية وتبعاتها من جفاف وفيضانات وتصحر قضت على أنماط العيش الزراعية التقليدية؛ وبالطبع عدم الاستقرار السياسي والحروب الأهلية أجهزت على ما تبقى بعد فشل المدرسة، وغدر المناخ وتخلف الدورة الاقتصادية”.
وانتقل “حداد” إلى نصح الرئيس الأمريكي المنتخب “دونالد ترامب” بالقول “يجب على الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أن يفهم أن أنجع وسيلة لمحاربة الهجرة السرية، هي أن يكون رائدا في الاستثمار في تحسين أنماط العيش والمساهمة في إعادة الأمل في الشغل، والعيش الكريم للملايين من الشباب في أفريقيا وأميركا اللاتينية وآسيا”.
واعتبر “حداد” أن “بناء الأسوار ووضع الحواجز الشائكة وخلق نزعة التقوقع داخل قلاع حقيقية أو متخيلة، والتشديد في إجراءات منح التأشيرات تم اختبارها في أوروبا خلال السنين الأخيرة، وكانت نتائجها متوسطة إن لم نقل متواضعة و ما زال الشباب الأفريقي يموت غرقا في البحر أو يتسول في طنجة ووهران وتونس العاصمة، أو ينخرط في شبكات تهريب البشر والمخدرات، وفي العمليات الإرهابية في الساحل والصحراء”.