البيجيدي والهيمنة… لدي ما أقول…
بقلم : زكرياء لزمات
لعل كل المتتبعين للمراوغة السياسوية لحزب العدالة والتنمية يلاحظون التفشي السريع لقاعدة جديدة للتسابق نحو التضليل المقصود أو خطة مسبقة لتكريس السيطرة والهيمنة من جهة والتحكم من جهة أخرى.
إن اختيار الأحزاب لخطة انتخابية واضحة يرتبط بموقعها السياسي ومكانتها داخل المشهد العام، بطريقة سديدة وبمنهجية دقيقة بعيدا عن كل المزايدات والحروب والشعارات الانتقامية. غير أن أقوى ما أنتجته حكومة “الغفلة” بعد دستور 2011 الذي يعد نقلة نوعية في تعزيز مكانة الأحزاب داخل المشهد السياسي، هو صراع المصلحة الداخلية وعشقهم المزمن للكرسي.
“المصلحة الداخلية” هي الشعار الذي رفعه البيجيدي بقوة، وجند “مجموعة” عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتلميع صورة مرشحيه والثناء على خرجاتهم الغير موفقة، حتى التكفيريين منهم، وعمل جاهدا على تكريس مبدأ “نحن الصالحون والباقي هم الفاسدون أبناء إبليس”، ليكون المسيطر والحاكم في نفس الوقت لولايات حكومية غير معلومة، وقد تكون أبدية في تصورهم و هيهات.
مما لاشك فيه أن هذه الحالة اللاأخلاقية لحزب العدالة و التنمية، قد راكمتها خلال الخمس سنوات التي قضتها داخل دواليب السلطة، حتى تعفنت افكارها و تقهقرت مبادئها. بإضافة الكثير من الاسلوب “الزنقاوي” الجديد الذي يكرس للطابع الاستفزازي والسلطوي البشع.
الهيمنة التي يحاول البيجيدي اظهارها من حين لآخر، هي العلامة التجارية المفلسة المتبقية لديه من رصيد الشعارات البالية، التي يحاول بصم نهايته بها، خوفا من رحيل محتوم، وليقول من خلالها ان قوته في الشارع لازالت قابلة للتجديد، لاستغلالها في القادم من الأيام. لكن واقع اليوم يثبت العكس، بعد كل الاحداث التي استهدف بها المواطن البسيط في عقر داره، واستطاع بعد ذلك أن ينزع من الشعب حقوقه واساسيات العيش (البسيط)، بالزيادة في السلع الحيوية وفي فواتير الماء والكهرباء، ويسلب منه حقه في التعليم والتطبيب المجانيّيْن.
رئيس الحكومة يعلم جيدا أن الخطاب الشعبي يلامس هموم الناس، وان الخطاب الديني المصحوب بالآيات القرآنية والأحاديث يدغدغ العاطفة ويحرك الروح وانهم ليستعملون حقا يريدون به باطلا. فكان سباقا لاستخدامه كوسيلة لغاية معلومة ماكرة، مستبعدا مصلحة الوطن والمواطن.
عندما نستبدل مصطلح التنمية بمصطلح الهيمنة نصبح على مقربة من فهم الحقيقة التي أضحى عليها حزب ‘البيجيدي’، بعد النوم لسنوات في عسل الحكومة.