زنقة 20 | الرباط
في حوار مع مجلة “لوبوان” الفرنسية ، قال السفير الفرنسي السابق بالجزائر والخبير في العلاقات الفرنسية المغاربية كزافييه دريانكور، أن المغرب يقترب أكثر فأكثر من الحل النهائي لنزاع الصحراء.
و يؤكد دريانكور، أنه للمرة الأولى في تاريخ العلاقات الفرنسية المغاربية، تزيغ الحكومة الفرنسية عن القاعدة التي بموجبها “تبدأ ولاية مدتها سبع سنوات في الجزائر العاصمة وتنتهي في الرباط”.
هذا التحول في الدبلوماسية الفرنسية يراه دريانكور ، نتيجة العديد من الأفكار البراغماتية في قمة هرم الدولة الفرنسية.
و اعتبر مؤلف كتاب “اللغز الجزائري”، أن غياب ردود الفعل الإيجابية من الجزائر على اللفتات الفرنسية المتعددة منذ وصول إيمانويل ماكرون إلى الرئاسة أدى إلى هذا “التحول الدبلوماسي”.
وأكد دريانكور أنه “من أجل المصالحة مع المغرب، قرر رئيس الجمهورية اتخاذ خطوة بالغة الأهمية إلى الأمام بشأن مسألة مغربية الصحراء الغربية”.
وبحسب الدبلوماسي السابق، فإن باريس “وازنت بين المزايا والعيوب، بين الإيجابيات والسلبيات”، قبل أن تخلص إلى أن “المزايا كانت أكثر أهمية على الجانب المغربي من مساوئ الشجار القطيعة مع الجزائر”.
ويقول السفير الفرنسي السابق بالجزائر، أن الدعم الفرنسي لمغربية الصحراء سيعود بمنافع اقتصادية على الجانب الفرنسي ، حيث ستحظى الشركات الفرنسية بعدد من المشاريع الاستثمارية التي بقيت معلقة بسبب مسألة الصحراء، خاصة المرتبطة بالتحضيرات لكأس العالم 2030.
وفيما يتعلق بالمزايا الاستراتيجية ، يشير دريانكور، إلى أن فرنسا لا تستطيع استيعاب كل من الجزائر والمغرب إلى الأبد، إلى أن هناك ما يمكن تحقيقه مع الرباط أكثر مما يمكن تحقيقه مع الجزائر.
و يشير الدبلوماسي الفرنسي السابق ، إلى أنه بالرغم من أن للمغرب والجزائر نفوذ متساو في أفريقيا، إلا أن “أجندة المغرب الجديدة في المحيط الأطلسي ستغير ميزان القوى في القارة”.
وبسؤاله عن تأثير هذا الدعم الفرنسي للمغرب على الساحة الأوروبية، يرى درينكور الدول الأوروبية الأخرى يمكن أن تحذو حذو باريس، خاصة بعد الإعلان الاسباني ،مشيرا الى أن الاتحاد الأوروبي يمكن أن يعلن دعم الموقف المغربي، ما سيؤدي إلى تعميق عزلة الجزائر.