زنقة 20. الرباط
خلفت النتائج التي خلفتها الإنتخابات التشريعية في فرنسا، زلزالاً سياسياً في ثاني قوة إقتصادية في التكتل الأوربي.
وتعليقاً على هذه النتائج، قال قال عبدالرحيم المنار اسليمي ،استاذ الدراسات السياسية والدولية بجامعة محمد الخامس في تصريح لمنبر Rue20، أن المجتمع الفرنسي بعد النتائج غير المتوقعة للإنتخابات التشريعية يبدو في حالة انفعال واضح بأن ينتقل من أقصى اليمين إلى اليسار ،وباتت اللعبة السياسية الفرنسية بعيدة عن حالة التعايش السياسي التي عرفتها فرنسا في تجارب سابقة .
واعتبر اسليمي أن الملاحظة الجوهرية الأولى، هي نهاية الماكرونية بسرعة ،فماكرون انتهى وبات من الصعب عليه إدارة الدولة بالشكل السابق .
من هنا تظهر السيناريوهات التالية :
السيناريو الأول ،اللجوء إلى خيار حكومة تقنوقراطية ،وهنا يحتاج الامر إلى مصادقة البرلمان، وهي مسألة صعبة بأن يقوم ماكرون بتكليف نفس الوزير الأول ومجموعة مرتبطة به .
السيناريو الثاني ،حكومة تعايش سياسي مع جبهة اليسار، وهو سيناريو صعب أيضا لوجود خلافات بين مكونات اليسار نفسه ،وفي هذا السيناريو ستكون حكومة من السهل اسقاطها .
السيناريو الثالث ، عمل ماكرون على أن تدعم مجموعته جبهة اليسار ،وهذا صعب جدا لكون مجموعة ماكرون الحزبية غير منسجمة ومفككة .
السيناريو الرابع ، أن يستمر ماكرون في استثمار التعبئة ضد التجمع الوطني اليميني، ويدعو إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية يستعمل فيها مبررات داخلية وخارجية ،وهذا هو السيناريو الوحيد الممكن لإنقاذ فرنسا من الفوضى القادمة ،لكن هذا السيناريو يصطدم أولا بعدم ثقة المكونات الحزبية الحزبية اليسارية في ماكرون وفهمها أن حكومة وحدة وطنية قد تجعل ماكرون يلجأ إلى حل البرلمان بعد مرور .
في جميع الحالات ،واضح جدا أن الجمهورية الخامسة انتهت مع ماكرون ،والقادم سيكون مرحلة انتقالية فيها الكثير من الفوضوية شبيهة بحالات عدم الاستقرار التي عرفتها الجمهورية الرابعة .
ماكرون لم يكشف عن الأسباب التي دفعته إلى هذه المغامرة في حل البرلمان وإجراء انتخابات، والانتخابات التشريعية مهما كان شكل الحكومة لن تحل مشاكل فرنسا الداخلية والخارجية .