زنقة 20. وكالات
اشتد مؤخرا الجدل الدائر بين مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب وخضر خان، والد الجندي الأميركي همايون خان الذي قُتل عام 2004 أثناء محاولته حماية معسكره من تفجير انتحاري في العراق، إثر خطاب ألقاه خضر في المؤتمر العام للحزب الديموقراطي الأسبوع الماضي.
وانتقد والد همايون في خطابه ترامب قائلا إنه وزوجته “قدما تضحية للولايات المتحدة”، ثم سأله “ماذا قدمت أنت؟”.
وقام خضر برفع نسخة للجيب من الدستور الأميركي أمام الحضور، وقال، موجها خطابه لترامب، إنه على استعداد “لأن يعطيه نسخته من الدستور”.
وقد سجلت مبيعات نص الدستور الأميركي ارتفاعا كبيرا في الولايات المتحدة نتيجة لهذا الخطاب، حيث احتل الدستور المطبوع على شكل كتاب جيب المرتبة الثانية من مبيعات الكتب على موقع أمازون، بعد رواية “هاري بوتر” الجديدة.
وقام المرشح الجمهوري بالرد على خان بقوله إنه قدم تضحيات عن طريق عمله، ثم تساءل عن سبب صمت والدة الجندي الأميركي الفقيد أثناء الخطاب، مقترحا أنه “لم يكن يحق لها قول شيء”.
وانتقد الرئيس باراك أوباما المرشح الجمهوري الثلاثاء في مؤتمر صحافي، حيث صرح أنه “غير مؤهل” لرئاسة الولايات المتحدة، وأنه “لا يكف عن إثبات ذلك”.
تعرف على همايون خان الذي احتل مساحات من التغطيات الإعلامية في أميركا والعالم بسب الجدل الدائر بين والده وترامب: شغف بجيفرسون وُلد همايون خان عام 1976 بالإمارات العربية المتحدة، وانتقل للعيش بالولايات المتحدة عندما قامت أسرته الباكستانية بالهجرة آنذاك عام 1978، مستقرين في ولاية ميريلاند.
وصرّح والد همايون بإظهار ابنه شغفا مبكرا بتوماس جيفرسون وحبه لوطنه منذ الصغر، بالإضافة إلى قيامه بإعطاء الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة دروسا تطوعية في السباحة.
اختار الجيش عوض المحاماة
وانضم همايون بعد ذلك لجامعة فيرجينيا، وقام بالتسجيل في قوات تدريب ضباط الاحتياط، والتي تقوم بإعداد الطلاب ليقوموا بالخدمة في الجيش الأميركي.
وعلى الرغم من اعتراض والده، الذي يعمل محاميا على هذه الخطوة، أصرّ الابن على موقفه، معللا قراره “برغبته في رد الجميل لوطنه”، طبقا لوالدته في مقالة لها بجريدة واشنطن بوست.
وبعد التخرج من الجامعة عام 2000، خدم همايون في الجيش الأميركي لمدة أربع سنوات وتمت ترقيته إلى رتبة “نقيب”.
وبينما كان همايون يخطط لترك الجيش والالتحاق بجامعة للقانون، تعرض برج التجارة العالمي بمدينة نيويورك ومبنى البنتاغون بالعاصمة واشنطن للهجوم عام 2001.
وقتها قرر البقاء، وفي عام 2004 سافر إلى العراق كجندي بالقوات الأميركية هناك.
وتقول والدته إنها حثّته على “ألا يكون بطلا، وأن يعود إلى البلاد”، ولكنه قال لها “أمي، لدي مسؤولية تجاه الجنود، لا أستطيع تركهم بدون حماية”.
وبعدها بشهر واحد، قُتل همايون وهو يبلغ من العمر 27 عاما.
فبينما كان يخدم بقاعدة بعقوبة شمال شرقي العاصمة العراقية بغداد، لقى همايون مصرعه عند اندفاع سيارة أجرة ملغومة تجاهه.
وقد أمر النقيب الأميركي جنوده بالتراجع، وتقدم هو بنفسه نحو السيارة لمحاولة إبطال مفعولة القنبلة قبل انفجارها، إلا أن السائق قام بتفجير السيارة قبل وصوله إليه.
وقد ساعد هذا العمل على إنقاذ زملاء خان بالقاعدة العسكرية، حيث كان يتناول مئات الجنود إفطارهم عند حدوث التفجير.
وقد حصل همايون على “القلب الأرجواني” و “النجمة البرونزية”، وهما من أعلى أوسمة التكريم في الجيش الأميركي.
وقامت قناة MSNBC الأميركية بإجراء حوار مع والدي همايون، خضر وغزالة خان، للتحدث عن حياة ابنهما وخدمته بالجيش الأميركي: